صفحة رقم ٢٩٤
يوسف يدعو الملك إلى الإسلام ويتلطف به حتى أسلم الملك وكثير من الناس فذلك قوله سبحانه وتعالى : وكذلك مكَّنَّا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء ) نصيب برحمتنا من نشاء ( يعني نختص بنعمتنا وهي النبوة من نشاء يعني من عبادنا ) ولا نضيع أجر المحسنين ( قال ابن عباس يعني الصابرين ) ولأجر الآخرة ( يعني ولثواب الآخرة ) خير ( يعني أفضل من أجر الدنيا ) للذين آمنوا وكانوا يتقون ( يعني يتقون ما نهى الله عنه وفيه دليل على أن الذي أعد الله عز وجل ليوسف عليه الصلاة والسلام في الآخرة من الأجر والثواب الجزيل أفضل مما أعطاه الله في الدنيا من الملك.
يوسف :( ٥٨ ) وجاء إخوة يوسف...
" وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون " ( قوله تعالى :( وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون ( قال العلماء : لما اشتد القحط وعظم البلاء وعم ذلك جميع البلاد حتى وصل إلى بلاد الشام قصد الناس مصر من كل مكان للميرة وكان يوسف لا يعطي أحداً أكثر من حمل بعير وإن كان عظيماً تقسيطاً ومساواة بين الناس ونزل بآل يعقوب ما نزل بالناس من الشدة فبعث بنيه إلى مصر للميرة وأمسك عنده بنيامين أخا يوسف لأمه وأبيه وأرسل عشرة فذلك قوله تعالى وجاء إخوة يوسف وكانوا عشرة وكان مسكنهم بالعربات من أرض فلسطين والعربات ثغور الشام وكانوا أهل بادية وإبل وشياه فدعاهم يعقوب عليه الصلاة والسلام وقال بلغني أن بمصر ملكاً صالحاً يبيع الطعام فتجهزوا له واقصدوه لتشتروا منه ما تحتاجون إليه من الطعام فخرجوا حتى قدموا مصر فدخلوا على يوسف فعرفهم.
قال ابن عباس ومجاهد : بأول نظرة نظر إليهم عرفهم، وقال الحسن : لم يعرفهم حتى تعرفوا إليه وهم له منكرون يعني لم يعرفوه.
قال ابن عباس رضي الله عنهما : كان بين أن قذفوه


الصفحة التالية
Icon