صفحة رقم ٧٣
يخطئون فأقبلوا هناك إلى رسول الله ( ﷺ ) ورسول الله ( ﷺ ) على بغلته البيضاء وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يقود به فنزل ودعا واستنصر وقال :
( أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب ) ثم صفهم وروى شعبة عن أبي إسحاق قال : قال البراء إن هوازن كانوا قوماً رماة ولما لقيناهم حملنا عليهم فانهزموا فأقبل المسلمون على الغنائم فاستقبلونا بالسهام فأما رسول الله ( ﷺ ) فلم يفر.
قوله : ولكنه انطلق اخفاء من الناس : الإخفاء : جمع خفيف وهم المسرعون من الناس الذين ليس لهم ما يعوقهم.
والحسر : جمع حاسر وهو الذي لا درع عليه يقال إذا رمى القوم بأسرهم إلى جهة واحدة : رمينا رشقاً.
والرجل من الجراد القطعة الكبيرة منه.
وقوله : كنا إحمر البأس يعني إذا اشتد الحرب والبأس بالموحدة من تحت الشدة والخوف.
وقال الكلبي : كان حول رسول الله ( ﷺ ) ثلثمائة من المسلمين وانهزم سائر الناس وقال غيره لم يبق مع النبي ( ﷺ ) يومئذ غير عمه العباس بن عبد المطلب وابن عمه أبو سفيان بن الحارث وأيمن بن أم أيمن قتل يوم حنين بين يدي رسول الله ( ﷺ ) وهذا أيمن أخو أسامة بن زيد لأمه أمهما بركاة مولاة رسول الله ( ﷺ ) وحاضنته ( م ).
عن العباس بن عبد المطلب قال : شهدت مع رسول الله ( ﷺ ) يوم حنين فلزمت أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب رسول الله ( ﷺ ) فلم نفارقه ورسول الله ( ﷺ ) على بغلة له بيضاء أهداها له فروة بن فاثة الجذامي فلما التقى المسلمون والكفار ولي المسملون مدبرين فطفق رسول الله ( ﷺ ) يركض بغلته قبل الكفار قال العباس وأنا آخذ بلجام بغلة رسول الله ( ﷺ ) أكفها إرادة أن لا تسرع وأبو سفيان آخذ بركاب رسول الله ( ﷺ ) فقال رسول الله ( ﷺ ) ( أي عباس ناد أصحاب السمرة ) فقال العباس، وكان رجلاً صيتاً : فقلت بأعلى صوتي أين أصحاب السمرة.
قال : فوالله لكان عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها فقالوا لبيك لبيك.
قال فاقتتلوا والكفار والدعوة في الأنصار يقولون : يا معشر الأنصار يا معشر الأنصار قال : ثم قصرت الدعوة على بني الحرث بن الخزرج.
فقالوا : يا بني الحرث بن الخزرج يا بني الحرث بن الخزرج فنظر رسول الله ( ﷺ ) وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم فقال رسول الله


الصفحة التالية
Icon