صفحة رقم ١١٠
وقال سعيد بن جبير : حيات كالبخت وعقارب أمثال البغال، تلسع إحداهن اللسعة، فيجد صاحبها ألمها أربعين خريفاً.
وقال ابن عباس ومقاتل : يعني خمسة أنهار من صفر مذاب كالنار تسيل يعذبون بها ثلاثة على مقدار الليل واثنان على مقدار النهار، وقيل : إنهم يخرجون من حر النار إلى برد الزمهرير فيبادرون من شدة الزمهرير إلى النار مستغيثين بها وقيل : يضاعف لهم العذاب ضعفاً بسبب كفرهم وضعفاً بسبب صدهم الناس عن سبيل الله ) بما كانوا يفسدون ( يعني أن الزيادة إنما حصلت لهم بسبب صدهم عن سبيل الله، وبسبب ما كانوا يفسدون مع ما يستحقونه من العذاب على الكفر.
النحل :( ٨٩ - ٩٧ ) ويوم نبعث في...
" ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسألن عما كنتم تعملون ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله ولكم عذاب عظيم ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون " ( ) ويوم نبعث في كل أمة شهيداً عليهم ( قال ابن عباس : يريد الأنبياء.
قال المفسرون : كل نبي شاهد على أمته وهو أعدل شاهد عليها ) من أنفسهم ( يعني منهم لأن كل نبي إنما بعث من قومه الذين بعث إليهم ليشهدوا عليهم وبما فعلوا من كفر وإيمان وطاعة وعصيان ) وجئنا بك ( يا محمد ) شهيداً على هؤلاء ( يعني على قومك وأمتك وتم الكلام هنا ثم قال تبارك وتعالى ) ونزلنا عليك الكتاب ( يعني القرآن ) تبياناً لكل شيء ( اسم من البيان قال مجاهد : يعني لما أمر به وما نهى عنه.
وقال أهل المعاني : تبياناً لكل شيء يعني من أمور الدين إما بالنص عليه أو بالإحالة على ما يوجب العلم به من بيان النبي صلى الله عليه سلم لأن النبي صلى الله عليه سلم بيَّن ما في القرآن من الأحكام والحدود والحلال والحرام، وجميع المأمورات والمنهيات، وإجماع الأمة فهو أيضاً أصل ومفتاح لعلوم الدين ) وهدى ( يعني من الضلالة ) ورحمة ( يعني لمن آمن به وصدقه ) وبشرى للمسلمين ( يعني وفيه بشرى للمسلمين من الله عز وجل.
وقوله سبحانه وتعالى ) إن الله يأمر بالعدل والإحسان ( قال ابن عباس : العدل شهادة أن لا إله إلا الله والإحسان أداء الفرائض.
وفي رواية عنه قال : العدل خلع الأنداد، والإحسان أن تعبد الله كأنك تراه وأن تحب للناس ما تحب لنفسك إن كان مؤمناً تحب أن يزداد إيماناً، وإن كان كافراً تحب أن يكون أخاك في الإسلام.
وقال في رواية أخرى عنه : العدل التوحيد والإحسان الإخلاص، وأصل العدل في اللغة المساواة في كل شيء من غير زيادة في شيء ولا غلو ولا نقصان فيه، ولا تقصير فالعدل هو المساواة في المكافأة إن خيراً فخير، وإن شراً فشر والإحسان أن تقابل الخير بأكثر منه والشر بأن تعفوا عنه : وقيل : العدل الإنصاف ولا إنصاف أعظم من الاعتراف للمنعم بإنعامه، والإحسان أن تحسن إلى من أساء إليك، وقيل يأمر بالعدل في الأفعال والإحسان في الأقوال فلا يفعل إلا ما هو عدل، ولا يقول إلا ماهو حسن ) وإيتاء ذي القربى ( يعني ويأمر بصلة الرحم وهم القرابة الأدنون والأبعدون منك فيستحب أن تصلهم من فضل ما رزقك الله فإن لم يكن لك فضل فدعاء حسن وتودد ) وينهى عن الفحشاء ( قال ابن عباس : يعني الزنا.
وقال غيره الفحشاء، وما قبح من القول والفعل فيدخل فيه الزنا وغيره من جميع الأقوال والأفعال المذمومة ) والمنكر ( قال ابن عباس : يعني الشرك والكفر.
وقال غيره : المنكر ما لا يعرف في شريعة ولا سنة ) والبغي ( يعني الكبر والظلم.
وقيل : البغي هو التطاول على الغير على سبيل الظلم والعدوان.
قال بعضهم : إن أعجل المعاصي البغي ولو أن جبلين بغى أحدهما على الآخر لدك الباغي.
وقال ابن