صفحة رقم ١٤٤
) لتفسدن في الأرض مرتين ( وقال ابن عباس : وقصينا عليهم في الكتاب فإلى بمعنى على، والمراد بالكتاب اللوح المحفوظ واللام في لتفسدن لام القسم تقديره والله لتفسدن في الأرض يعني بالمعاصي والمراد بالأرض أرض الشام، وبيت المقدس ) ولتعلن ( يعني ولتستكبرن ولتظلمن الناس ) علواً كبيراً فإذا جاء وعد أولاهما ( يعني أولى المرتين قيل : إفسادهم في المرة الأولى هو ما خالفوا من أحكام التوراة، وركبوا من المحارم وقيل : إفسادهم في المرة الأولى قتلهم شعياء في الشجرة وارتكابهم المعاصي ) بعثنا عليكم عباداً لنا ( يعني جالوت وجنوده، هو الذي قتله داود وقيل : هو سنحاريب وهو من أهل نينوى وقيل هو بختنصر البابلي وهو الأصح ) أولي بأس شديد ( يعني ذوي بطش وقوة في الحرب ) فجاسوا خلال الديار ( يعني طافوا بين الديار وسطها يطلبونكم ليقتلونكم ) وكان وعداً مفعولاً ( يعني قضاء كائناً لازماً لا خلف فيه ) ثم رددنا لكم الكرة عليهم ( يعني رددنا لكم الدولة والغلبة على الذين بعثوا عليكم، وحين تبتم من ذنوبكم ورجعتم عن الفساد ) وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيراً ( يعني أكثر عدداً ) إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم ( يعني لها ثواباً وجزاء إحسانها ) وإن أسأتم فلها ( يعني فعليها إساءتها ) فإذا جاء وعد الآخرة ( يعني المرة الآخرة من إفسادكم وهو قصدكم قتل عيسى فخلصه الله منهم، ورفعه إليه، وقتلوا زكريا ويحيى عليهما السلام، فسلط عليهم الفرس والروم


الصفحة التالية
Icon