صفحة رقم ١٥٦
فاستأذنه في الجهاد : فقال : أحيّ والداك قال : نعم قال ففيهما فجاهد ) وعنه أن رسول الله ( ﷺ ) قال ( رضا الرب من رضا الوالدين وسخط الرب في سخط الوالدين ) أخرجه الترمذي مرفوعاً وموقوفاً قال : هو أصح عن أبي الدرداء قال ( فإن شئت فضيع ذلك الباب أو احفظه ) أخرجه الترمذي.
وقال حديث صحيح ( م ) ( عن عبد الله بن مسعود قال سألت رسول الله ( ﷺ ) أي الأعمال أحب إلى الله تعالى قال الصلاة لوقتها قلت، ثم أي قال بر الوالدين قلت ثم أي قال الجهاد في سبيل الله تعالى ) قوله سبحانه وتعالى ) ربكم أعلم بما في أنفسكم ( أي من بر الوالدين، واعتقاد ما يجب لهما من التوقير، عدم عقوقهما ) إن تكونوا صالحين ( أي أبراراً مطيعين قاصدين الصلاح والبر بعد تقصير كان منكم في القيام بما لزمكم من حق الوالدين، أو غيرهما أو قبل فرط منكم في حال الغضب، وعن حرج الصدر وما لا يخلو منه البشر مما يؤدي إلى أذاهما ثم أنبتم إلى الله، واستغفرتم مما فرط منكم ) فإنه كان للأوابين ( للتوابين ) غفوراً ( قال سعيد بن جبير في هذه الآية : هو الرجل تكون منه البادرة إلى أبويه لا يريد بذلك إلا الخير فإنه لا يؤاخذ بهما.
وقال سعيد بن المسيب : الأواب الذي يذنب ثم يتوب وعنه أنه الرجاع إلى الخير.
وقال ابن عباس : الأواب الرجاع إلى الله فيما يحزنه، وينوبه وعنه أنهم المسبحون.
وقيل : هم المصلون وقيل هم الذين يصلون صلاة الضحى يدل عليه ما روي عن زيد بن أرقم.
قال : خرج رسول الله ( ﷺ ) على أهل قباء وهم يصلون الضحى فقال ( صلاة الأوّابين إذا رمضت الفصال ) أخرجه مسلم قوله : إذا رمضت الفصال يريد ارتفاع الضحى وأن تحمى الرمضاء وهو الرمل بحر الشمس فتبرك الفصال من الحر وشدة إحراقه أخفافها.
والفصال جمع فصيل وهي أولاد الإبل الغار وقيل : الأوّاب الذي يصلي بين المغرب والعشاء يدل عليه ما روي عن ابن عباس : إن الملائكة لتحف بالذين يصلون بين المغرب والعشاء وهي صلاة الأوّابين.
الإسراء :( ٢٦ - ٣١ ) وآت ذا القربى...
" وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه كان بعباده خبيرا بصيرا ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطأ كبيرا " ( قوله سبحانه وتعالى :( وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ( قيل : الخطاب للنبي ( ﷺ ) أمره الله سبحانه وتعالى أن يؤتي أقاربه حقوقهم وقيل : إنه خطاب للكل وهو أنه سبحانه وتعالى، وصى بعد بر الوالدين بالقرابة