صفحة رقم ١٧١
الله تعالى عنه قال : المؤمن أكرم على الله تعالى من الملائكة الذين عنده.
وقوله عز وجل ) يوم ندعو كل أناس بإمامهم ( أي بنبيهم وقيل بكتابهم الذي أنزل عليهم، وقيل بكتاب أعمالهم وعن ابن عباس : إمام زمانهم الذي دعاهم في الدنيا إما إلى هدى وإما إلى ضلالة وذلك أن كل قوم يجتمعون إلى رئيسهم في الخير والشر.
وقيل : بمعبودهم وقيل بإمامهم جمع أم يعني بأمهاتهم والحكمة فيه رعاية حق عيسى عليه السلام وإظهار شرف الحسن والحسين رضي الله تعالى عنهما، وأن لا يفتضح أولاد الزنا ) فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرؤون كتابهم ( فإن قلت : لم خص أصحاب اليمين بقراءة كتابهم، مع أن أصحاب الشمال يقرؤونه أيضاً.
قلت : الفرق أن أصحاب الشمال إذا طالعوا كتابهم، وجدوه مشتملاً على مشكلات عظيمة فيستولي عليهم الخجل والدهشة فلا يقدرون على إقامة حروفه فتكون قراءتهم كلا قراءة، وأصحاب اليمين إذا طالعوا كتابهم وجدوه مشتملاً على الحسنات والطاعات فيقرؤونه أحسن قراءة وأبينها ) ولا يظلمون فتيلاً ( أي ولا ينقصون من ثواب أعمالهم أدنى شيء.
الإسراء :( ٧٢ - ٧٦ ) ومن كان في...
" ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا " ( ) ومن كان في هذه أعمى ( المراد عمى القلب والبصيرة لا عمى البصر.
والمعنى : ومن كان في هذه الدنيا أعمى، أي عن هذه النعم التي قد عدها في هذه الآيات ) فهو في الآخرة ( أي التي لم تعاين ولم تر ) أعمى وأضل سبيلاً ( قاله ابن عباس : وقيل معناه ومن كان في هذه الدنيا أعمى القلب عن رؤية قدرة الله وآياته ورؤية الحق فهو في الآخرة أعمى أي أشد عمى وأضل سبيلاً، أي أخطأ طريقاً.
وقيل : معناه ومن كان في الدنيا كافراً ضالاً، فهو في الآخرة أعمى لأنه في الدنيا تقبل توبته، وفي الآخرة لا تقبل تبوته، قوله سبحانه وتعالى ) وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك ( قيل في سبب نزولها أن النبي ( ﷺ ) كان يستلم الحجر الأسود، فمنعته قريش وقالوا : لا ندعك حتى تلم بآلهتنا وتمسها فحدث نفسه ما علي أن أفعل ذلك، والله يعلم إني لها كاره بعد أن يدعوني أستلم الحجر.
وقيل طلبوا منه أن يذكر آلهتهم حتى يسلموا، ويتبعوه فحدث نفسه فأنزل الله هذه الآية.
وقال ابن عباس : قد وفد ثقيف على النبي ( ﷺ ) فقالوا : نبايعك على أن تعطينا ثلاث خصال.
قال : وما هن ؟ قالوا : لا نحبي في الصلاة أي لا ننحني و لا نكسر أصنامنا بأيدينا وأن تمتعنا باللات سنة من غير أن نعبدها فقال النبي ( ﷺ ) :( لا خير في دين لا ركوع فيه ولا سجود، وأما أن لا تكسروا أصنامكم بأيديكم، فذلك لكم وأما الطاغية يعني اللات والعزى فإني غير ممتعكم بها ) قالوا : يا رسول الله إنا نحب أن تسمع العرب أنك أعطيتنا ما لم تعط غيرها فإن خشيت أن تقول