صفحة رقم ١٧٤
في الآية فثبت أن قوله تعالى ) إن قرآن الفجر كان مشهوداً ( دليل على أن الصلاة في أول وقتها أفضل.
قوله سبحانه وتعالى ) ومن الليل فتهجد به ( أي قم بعد نومك، والتهجد لا يكون إلا بعد القيام من النوم.
والمراد من الآية قيام الليل للصلاة، وكانت صلاة الليل فريضة على النبي ( ﷺ ) وعلى الأمة في الابتداء لقوله تعالى ) يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلاً نصفه ( " ثم نزل التخفيف فصار الوجوب منسوخاً في حق الأمة بالصلوات الخمس، وبقي قيام الليل على الاستحباب بدليل قوله تعالى ) فاقرؤوا ما تيسر منه ( " وبقي الوجوب ثابتاً في حق النبي ( ﷺ ) بدليل قوله تعالى ) نافلة لك ( أي زيادة لك يريد فريضة زائدة على سائر الفرائض التي فرضها الله عليك روي عن عائشة أن النبي ( ﷺ ) قال :( ثلاث هن عليّ فريضة وهن سنة لكم الوتر والسواك وقيام الليل ) وقيل : إن الوجوب صار منسوخاً في حقه كما في حق الأمة : فصار قيام الليل نافلة لأن الله سبحانه وتعالى قال : نافلة لك ولم يقل عليك.
فإن قلت : ما معنى التخصيص إذا كان زيادة في حق المسلمين كما في حقه ( ﷺ ) ؟ قلت : فائدة التخصيص أن النوافل كفارات لذنوب العباد والنبي ( ﷺ )، قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فكانت له نافلة وزيادة في رفع الدرجات.
فصل
في الأحاديث الواردة في قيام الليل
( ق ) عن المغيرة بن شعبة قال :( قام رسول الله ( ﷺ ) حتى انفتحت قدماه فقيل له أتتكلف هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : أفلا أكون عبداً شكوراً ) ( م ) عن زيد بن خالد الجهني : قال لأرمقن صلاة رسول الله ( ﷺ ) فتوسدت عتبته أو فسطاطه فقال فصلى ركعتين خفيفتين، ثم صلى ركعتين طويلتين طويلتين طويلتين ثم صلَّى ركعتين دون اللتين