صفحة رقم ١٨٣
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال ( لا تقوم الساعة حتى يرفع القرآن من حيث نزل.
له دوي حول العرش كدوي النحل، فيقول الرب : ما لك ؟ فيقول : يارب أُتلى ولا يُعمل بي ) ) إن فضله كان عليك كبيراً ( أي بسبب بقاء العلم والقرآن عليك وجعلك سيد ولد آدم، وختم النبيين بك وإعطائك المقام المحمود.
قوله سبحانه وتعالى ) قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتو بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ( أي لا يقدرون على ذلك ) ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً ( أي عوناً.
نزلت حين قال المشركون : لو نشاء لقلنا مثل هذا فكذبهم الله عز وجل، فالقرآن معجز في النظم والتأليف والإخبار عن الغيوب، وهو كلام في أعلى طبقات البلاغة لا يشبه كلام الخلق لأنه كلام الخالق وهو غير مخلوق ولو كان مخلوقاً لأتوا بمثله.
الإسراء :( ٨٩ - ٩٣ ) ولقد صرفنا للناس...
" ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبى أكثر الناس إلا كفورا وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا " ( قوله عز وجل :( ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ( أي رددنا وكررنا من كل معنى هو كالمثل في غرابته وحسنه.
وقيل : معناه من كل وجه من العبر والأحكام والوعد والوعيد والقصص وغيره ) فإبى أكثر الناس إلا كفوراً ( أي جحوداً.
قوله سبحانه وتعالى ) وقالوا لن نؤمن لك ( أي لن نصدقك ) حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً ( لما تبين إعجاز القرآن وانضمت إليه معجزات أخر وبينات، ولزمتهم الحجة وغلبوا أخذوا يتغالون باقتراح الآيات، فقالوا : لن نؤمن لك.
روى عكرمة عن ابن عباس أن عتبة وشيبة ابني ربيعة وأبا سفيان بن حرب والنضر بن الحارث وأبا البختري بن هشام والأسود بن عبد المطلب، وزمعة بن الأسود والوليد بن المغيرة وأبا جهل بن هشام وعبد الله بن أبي أمية وأمية بن خلف والعاص بن وائل، ونبيهاً ومنبهاً أبني الحجاج اجتمعوا بعد غروب الشمس عند ظهر الكعبة، فقال بعضهم لبعض : ابعثوا إليّ محمداً فكلموه وخاصموه حتى تعذروا فيه، فبعثوا إليه أن أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك فجاءهم رسول الله ( ﷺ ) سريعاً وهو يظن أنه بدا لهم في أمره بدء، وكان حريصاً يحب رشدهم حتى جلس إليهم فقالوا :( يا محمد إن بعثنا إليك لنعذر فيك وإنا والله لا نعلم رجلاً من العرب أدخل على قومه ما أدخلت على قومك.
لقد شتمت الآباء، وعبت الدين، وسفهت الأحلام، وشتمت الآلهة، وفرقت الجماعة، ما بقي من قبيح إلا وقد جئته فيما بيننا وبينك فإن كنت جئت بهذا الحديث تطلب به مالاً جعلنا لك من أموالنا حتى أكثرنا مالاً وإن كنت تريد الشرف