صفحة رقم ١٨٧
مبالغة عظيمة في وصفهم بهذا الشيء ) وكان الإنسان قتوراً ( أي ممسكاً بخيلاً.
فان قلت : قد يوجد في جنس الإنسان من هو جواد كريم، فكيف وصفه بالبخل ؟ قلت : الأصل في الإنسان البخل، لأن خلق محتاجاً والمحتاج لا بد وأن يحب ما يدفع به عنه ضرر الحاجة، ويمسكه لنفسه إلا أنه قد يجود لأسباب خارجة مثل أن يحب المدحة أو رجاء ثواب، فثبت بها أن الأصل في الإنسان البخل.
قوله تعالى ) ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات ( أي دلالات واضحات.
قال ابن عباس : هي العصا واليد البيضاء والعقدة التي كانت بلسانه، فحلها وفلق البحر والطوفان والجواد والقمل والضفادع والدم وقيل عرض فلق البحر، واليد والسنون نقص من الثمرات وقيل : الطمس والبحر بدل السنين والنقص.
قيل كان الرجل منهم مع أهله في الفراش وقد صارا حجرين والمرأة قائمة تخبز، وقد صارت حجراً وقد روي أن عمر بن عبد العزيز سأل محمد بن كعب القرظي عن الآيات فذكر منها الطمس فقال عمر : هذا يجب أن يكون الفقيه ثم قال يا غلام اخرج ذلك الجراب فأخرجه.
فإذا فيه بيض مكسر نصفين، وجوز مكسر نصفين وثوم وحمص وعدس كلها حجارة.
وقيل : التسع آيات هي آيات الكتاب وهي الأحكام يدل عليه ما روي عن صفوان بن غسان أن يهودياً قال لصاحبه : تعالى حتى نسأل هذا النبي فقال الآخر : لا تقل نبي.
فإنه لو سمع صارت له أربع أعين، فأتياه فسألاه عن هذه الآية.
ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات فقال :( لا تشركوا بالله شيئاً ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا تزنوا ولا تأكلوا الربا، ولا تسحروا ولا تمشوا بالبريء إلى سلطان ليقتله ولا تسرفوا ولا تقذفوا المحصنات ولا تفروا من الزحف، وعليكم خاصة اليهود أن لا تعدوا في السبت فقبلا يده وقالا : نشهد إنك نبي قال : فما يمنعكم أن تتبعوني ) قالا إن داود دعا ربه أن لا يزال في ذريته نبي، وإنا نخاف إنا اتبعناك أن تقتلنا اليهود ) فاسأل ( يا محمد ) بني إسرائيل ( يجوز الخطاب معه والمراد غيره ويجوز أن يكون خاطبه وأمره بالسؤال ليتبين كذبهم مع قومهم ) إذا جاءهم ( يعني جاء موسى إلى فرعون بالرسالة من عند الله عز وجل ) فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحوراً ( قال ابن عباس : مخدوعاً وقيل : مطبوباً اي سحروك وقيل معناه ساحراً معطى علم السحر، فهذه العجائب التي تفعلها من سحرك.
الإسراء :( ١٠٢ - ١٠٤ ) قال لقد علمت...
" قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر وإني لأظنك يا فرعون مثبورا فأراد أن يستفزهم من الأرض فأغرقناه ومن معه جميعا وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا " ( ) قال ( موسى ) لقد علمت ( خطاباً لفرعون.
قال ابن عباس : علمه فرعون ولكنه عانده