صفحة رقم ٢
سورة الرعد
تفسير سورة الرعد.
قال الجوزي اختلفوا في نزولها على قولين : أحدهما أنها مكية رواه أبو طلحة عن ابنم عباس وبه قال الحسن وسعيد بن حجير وعطاء وقتادة.
وروى أبو صالح عن ابن عباس أنها مكية إلا آيتيين إحداهما قوله ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة والأخرى قوله ' ويقول الذين كفروا لست مرسلا ' والقول الثاني أنها مدنية رواه عطاء الخراساني عن ابن عباس وبه قال جابر بن زيد وروى عن ابن عباس أنها مدنية إلا آيتيين نزلتا بمكة وهما قوله ' ولو أن قرآنا سيرت به الجبال ' إلى آخر الآيتيين وقال بعضهم المدني منها قوله ' وهو الذي يريكم البرق إلى قوله دعوة الحق ' وهي ثلاث وقيل خمس وأربعون آية وثمانمائة وخمس وخمسون كلمة وثلاثة آلاف وخمسمائة وستة أحرف ' )
الرعد :( ١ - ٢ ) المر تلك آيات...
" المر تلك آيات الكتاب والذي أنزل إليك من ربك الحق ولكن أكثر الناس لا يؤمنون الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون " ( قوله عز و جل ) آلمر ( قال ابن عباس رضي الله عنهما : معناه أنا الله أعلم وأرى.
وروى عطاء عنه أنه قال : إن معناه أنا الله الملك الرحمن ) تلك آيات الكتاب ( الإشارة بتلك إلى آيات السورة المسماة بالمر، والمراد بالكتاب السورة أي آيات السورة الكاملة العجيبة في بابها ثم قال تعالى :( والذي أنزل إليك من ربك الحق ( يعني من القرآن كله هو الحق الذي لا مزيد عليه، وقيل المراد بالإشارة في قوله : تلك الأخبار والقصص أي الأخبار والقصص التي قصصتها عليك يا محمد هي آيات التوراة والإنجيل والكتب الإلهية القديمة المنزلة، والذي أنزل إليك يعني وهذا القرآن الذي أنزل إليك يا محمد من ربك الحق أي هو الحق فاعتصم به وقال ابن عباس وقتادة : أراد بآيات الكتاب القرآن، والمعنى : هذه آيات الكتاب الذي هو القرآن ثم قال : والذي أنزل إليك من ربك الحق، يعني : وهذا القرآن الذي أنزل إليك من ربك هو الحق لا شك فيه ولا تناقض ) ولكن أكثر الناس لا يؤمنون ( يعني مشركي مكة نزلت هذه الآية في الرد عليهم حين قالوا إن محمداً يقوله من تلقاء نفسه، ثم ذكر من دلائل ربوبيته وعجائب قدرته ما يدل على وحدانيته فقال تعالى :( الله الذي رفع السماوات بغير عمد ( جمع عمود وهي الأساطين والدعائم التي تكون تحت السقف وفي قوله :( ترونها ( قولان أحدهما أن الرؤية ترجع إلى السماء يعني : وأنتم