صفحة رقم ٢٤٧
أهل الجنة الجنة وأهل النار النار وذبح الموت ) وهم في غفلة ( أي عما يراد بهم في الآخرة ) وهم لا يؤمنون ( أي لا يصدقون ) إنا نحن نرث الأرض ومن عليها ( أي نميت سكان الأرض جميعاً ويبقى الله سبحانه وتعالى وحده فيرثهم ) وإلينا يرجعون ( فنجزيهم بأعمالهم.
قوله عز وجل ويبقى ) واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقاً نبياً ( أي كثير الصدق وهو مبالغة في كونه صديقاً، وقيل الصدِّيق الكثير التصديق قيل من صدق الله في وحدانيته وصدق أنبياءه ورسله وصدق بالبعث بعد الموت وقام بالأوامر فعمل بها فهو صديق، ولما قربت رتبة الصديق من رتبة النبي انتقل من ذكر كونه صديقاً إلى ذكر كونه نبياً، والنبي العالي في الرتبة بإرسال الله إياه وإي رتبة أعلى من رتبة من جعله الله تعالى واسطة بينه وبين عباده ) إذ قال لأبيه ( يعني آزر وهو يعبد الأصنام ) يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ( يعني صوتاً ) ولا يبصر ( لا ينظر شيئاً ) ولا يغني عنك ( أي يكفيك ) شيئاً ( وصف الأصنام بثلاثة أشياء كل واحد منها قادح في الإلهية، وذلك أن العبادة هي غاية التعظيم للمعبود فلا يستحقها إلا من له ولاية الإنعام وله أوصاف الكمال وهو الله تعالى فلا يستحق العبادة إلا هو ) يا أبت إني قد جاءني من العلم ( يعني بالله والمعرفة ) ما لم يأتك فاتبعني ( أي على ديني ) أهدك صراطاً سوياً ( أي مستقيماً ) يا أبت لا تعبد الشيطان ( أي لاتطعه فيما يزين لك من الكفر والشرك.
) إن الشيطان كان للرحمن عصياً ( أي عاصياً ) يا أبت إني أخاف ( أي أعلم، وقيل هو على ظاهره لأنه يمكن أن يؤمن فيكون من أهل الجنة، أو يصر