صفحة رقم ٢٥٣
من غير تضييق ولا تقتير، وقيل : كانت العرب لا تعرف أفضل من الرزق الذي يؤتى به البكرة والعشي، فوصف الله تعالى الجنة بذلك.
مريم :( ٦٣ - ٧١ ) تلك الجنة التي...
" تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا ويقول الإنسان أئذا ما مت لسوف أخرج حيا أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا " ( وقوله تعالى :( تلك الجنة التي نورث من عبادنا ( أي نعطي وننزل وقيل يورث عباده المؤمنين المساكن التي كانت لأهل النار لو آمنوا ) من كان تقياً ( أي المتقين من عباده عز وجل ) وما نتنزل إلا بأمر ربك (
( خ ) عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن النبي ( ﷺ ) قال :( يا جبريل ما يمنعك أن تزورنا أكثر ما تزرونا فنزلت وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا ) الآية قال فكان هذا جواب جبريل لمحمد ( ﷺ ) ( وقيل احتبس جبريل عن النبيّ ( ﷺ ) حين سأله اليهود عن أمر الروح وأصحاب الكهف، ثم نزل بعد أيام فقال له رسول الله ( ﷺ ) ) أبطأت علي حتى ساء ظني واشتقت إليك، فقال له جبريل وإني كنت أشوق إليك ولكني عبد مأمور إذا بعثت نزلت وإذا احبست احتبست ( فأنزل الله تعالى وما نتنزل إلا بأمر ربك وأنزل الله تعالى ) والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى ( " وقوله ) له ما بين أيدنا وما خلفنا ( أي له علم ما بين أيدينا وما خلفنا، وقيل أكد ذلك بقوله ما بين أيدينا وما خلفنا أي هو المدبر لنا في كل الأوقات الماضي والمستقبل، وقيل معناه له ما بين أيدينا من أمر الآخرة والثواب والعقاب وما خلفنا أي ما مضى من الدنيا ) وما بين ذلك ( أي من هذا الوقت إلى أن تقوم الساعة، وقيل ما بين ذلك أي ما بين النفختين وهو مقدار أربعين سنة، وقيل ما بين أيدينا ما بقي من الدنيا وما خلفنا ما بقي منها وما بين ذلك مدة حياتنا ) وما كان ربك نسياً ( أي ناسياً أي ما نسيك ربك وما تركك ) رب السموات والأرض وما بينهما ( اي من يكون كذلك لا يجوز عليه النيسان لأنه لا بد أن يدبر أحوالها كلها، وفيه دليل على أن فعل العبد خلق الله لأنه حاصل بين السموات والأرض فكان لله تعالى ) فاعبده واصطبر لعبادته ( أي اصبر على أمره ونهيه ) هل تعلم له سمياً ( قال


الصفحة التالية
Icon