صفحة رقم ٢٨٧
ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا عن صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ) قوله لا تضامون بتخفيف الميم من الضيم، وهو الظلم والمعنى أنكم ترونه جميعاً لا يظلم بعضكم بعضاً في رؤيته وروي بتشديد الميم من الانضمام والازدحام، أي لا يزدحم ولا ينضم بعضكم إلى بعض في رؤيته والكاف في قوله كما ترون هذا القمر كاف التشبيه للرؤية لا للمرئي وهي فعل الرائي، ومعناه ترون ربكم رؤية ينزاح معها الشك كرؤيتكم هذا القمر ليلة البدر ولا ترتابون فيه ولا تشكون قوله عز وجل :( ولا تمدن عينيك ( قال أبو رافع نزل برسول الله ( ﷺ ) ضيف فبعثني إلى يهودي فقال قل له إن رسول الله ( ﷺ ) يقول :( بعني كذا وكذا من الدقيق أو سلفني إلى هلال رجب فأتيته فقلت له ذلك فقال والله لا أبيعه ولا أسلفه إلا برهن فأتيت رسول الله ( ﷺ ) فأخبرته فقال والله لئن باعني أو أسلفني لقضيته إني لأمين في السماء وأمين في الأرض أذهب بدرعي الحديد إليه ) فنزلت هذه الآية :( ولا تمدن عينيك ( أي لا تنظر نظراً تكاد تردده استحساناً للمنظور إليه وإعجاباً به وتمنياً له ) إلى ما متعنا به ( أي أعطينا ) أزواجاً ( أي أصنافاً ) منهم زهرة الحياة الدنيا ( أي زينتها وبهجتها ) لنفتنهم فيه ( أي لنجعل ذلك فتنة بأن تزيد النعمة فيزيدوا كفراً وطغياناً ) ورزق ربك ( أي في المعاد في الجنة ) خير وأبقى ( أي أدوم وقال أبي بن كعب من لم يعتز بالله تقطعت نفسه حسرات، ومن أتبع بصره ما في أيدي الناس يطل حزنه ومن ظن أن نعمة الله عليه في مطعمه ومشربه وملبسه فقد قل عمله وحضر عذابه.
قوله تعالى :( وأمر أهلك ( أي قومك وقيل من كان على دينك ) بالصلاة ( يعني بالمحافظة عليها ) واصطبر عليها ( يعني اصبر على الصلاة فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر وقيل اصبر عليها فإن الوعظ بلسان الفعل أبلغ منه بلسان القول ) لا نسألك رزقاً ( أي لا نكلفك أن ترزق أحداً من خلقنا ولا أن ترزق نفسك بل نكلفك عملاً ) نحن نرزقك ( أي بل نحن نرزقك ونرزق أهلك ) والعاقبة للتقوى ( أي الخصلة المحمودة لأهل التقوى قال ابن عباس الذين صدقوك واتبعوك وآمنوا بك وفي بعض المسانيد أن النبي ( ﷺ ) كان إذا أصاب أهله ضر أمرهم بالصلاة وتلا هذه الآية قوله تعالى ؛ ) وقالوا ( يعني المشركين ) لولا يأتينا بآية من ربه ( أي الآية المقترحة فانه كان قد أتاهم بآيات كثيرة ) أولم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى ( أي بيان ما فيها وهو القرآن لأنه أقوى دلالة وأوضح آية وقيل معنى


الصفحة التالية
Icon