صفحة رقم ٣٠٣
باركنا فيها للعالمين (.
الأنبياء :( ٧٢ - ٧٩ ) ووهبنا له إسحاق...
" ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين ولوطا آتيناه حكما وعلما ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين وأدخلناه في رحمتنا إنه من الصالحين ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين " ( قوله تعالى :( ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة ( يعني عطية من عطاء الله.
قال ابن عباس : النافلة هو يعقوب لأن الله تعالى أعطى إبراهيم إسحاق بدعائه حيث قال : رب هب لي من الصالحين وزاده يعقوب نافلة وهو ولد الولد ) وكلا جعلنا صالحين ( يعني إبراهيم وإسحاق ويعقوب ) وجعلناهم أئمة ( يعني قدوة يهتدى بهم في الخير ) يهدون بأمرنا ( يعني يدعون الناس إلى ديننا بأمرنا ) وأوحينا إليهم فعل الخيرات ( يعني العمل بالشرائع ) وإقام الصلاة ( يعني المحافظة عليها ) وإيتاء الزكاة ( يعني الواجبة وخصهما لأن الصلاة أفضل العبادات البدنية وشرعت لذكر الله والزكاة أفضل العبادات المالية ومجموعها التعظيم لأمر الله والشفقة على خلق الله ) وكانوا لنا عابدين ( يعني موحدين قوله عز وجل ) ولوطاً أتيناه حكماً ( أي الفصل بين الخصوم بالحق وقيل أراد الحكمة والنبوة ) وعلماً ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث ( يعني قرية سدوم وأراد أهلها وأراد بالخبائث إتيان الذكور في أدبارهم، وكانوا يتضارطون في مجالسهم مع أشياء أخرى كانوا يعلمونها من المنكرات ) إنهم كانوا قوم سوء فاسقين وأدخلناه في رحمتنا ( قيل : أراد بالرحمة النبوة وقيل أراد بها الثواب ) إنه من الصالحين ( أي الأنبياء.
قوله تعالى :( ونوحاً إذ نادى من قبل ( أي من قبل إبراهيم ولوط ) فاستجبنا له ( أي أجبنا دعاءه ) فنجيناه وأهله من الكرب العظيم ( قال ابن عباس من الغرق وتكذيب قومه له، وقيل : إنه كان أطول الأنبياء عمراً وأشدهم بلاء.
والكرب أشد الغم ) ونصرناه ( أي منعناه ) من القوم الذين كذبوا بآياتنا ( من أن يصلوا إليه بسوء وقيل من بمعنى على ) إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين (.
قوله عز وجل ) وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث ( قال ابن عباس وأكثر المفسرين : كان الحرث كرماً قد تدلت عناقيده وقيل كان زرعاً وهو أشبه بالعرف ) إذا نفشت فيه غنم القوم ( أي رعته ليلاً فأفسدته وكان بلا راع ) وكنا لحكمهم شاهدين ( أي كان ذلك بعلمنا ومرأى منا لا يخفى علنيا علمه.


الصفحة التالية
Icon