صفحة رقم ٣١٧
الدنيا فقال : بل يكونون لي في الآخرة وأوتى مثلهم في الدنيا.
فعلى هذا يكون معنى الآية ) وآتيناه أهله ( في الآخرة ومثلهم معهم في الدنيا وأراد بالأهل الأولاد ) رحمة من عندنا ( إي نعمة ) وذكرى للعابدين ( يعني عظة وعبرة لهم.
الأنبياء :( ٨٥ - ٨٧ ) وإسماعيل وإدريس وذا...
" وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " ( قوله عز وجل :( وإسماعيل ( هو إبن إبراهيم ( ﷺ ) ) وإدريس ( هو أخنوخ ) وذا الكفل كل من الصابرين ( لما ذكر الله أمر أيوب وصبره على البلاء أتبعه بذكر هؤلاء الأنبياء لأنهم صبروا على المحن والشدائد والعبادة أيضاً.
أما إسماعيل ( ﷺ ) فإنه على الانقياد إلى الذبح.
وأما ادريس فقد تقدمت قصته.
وأما ذو الكفل فاختلفوا فيه فقيل نبياً من بني إسرائيل وكان ملكاً أوحى الله إليه إني أريد قبض روحك فاعرض ملكك على بني إسرائيل فمن تكفل أنه يصلي الليل ولا يفتر ويصوم النهار ولا يفطر ويقضي بين الناس ولا يغضب فادفع ملكك إليه ففعل ذلك، فقام شاب فقال : أنا أتكفل لك بهذا، فتكفل ووفى فشكر الله له ونبأه فسمي ذا الكفل.
وقيل : لما كبر اليسع قال إني أستخلف رجلاً على الناس يعمل عليهم في حياتي أنظر كيف يعمل قال : فجمع الناس وقال : من يتقبل من ثلاثاً أستخلفه يصوم النهار ويقوم الليل ويقضي ولا يغضب، فقام رجل تزدريه العين فقال : أنا، فاستخلفه فأتاه إبليس في صورة شيخ ضعيف حين أخذ مضجعه للقائلة، وكان لا ينام من الليل والنهار إلا تلك النومة : فدق الباب فقال : من هذا، فقال : شيخ كبير مظلوم، فقام ففتح الباب فقال إني بيني وبين قومي خصومة وإنهم ظلموني وفعلوا وفعلوا، وجعل يطول عليه ؛ حتى ذهبت القائلة فقال : إذا رحت فائتني حتى آخذك حقك، فانطلق وراح فكان في مجلسه ينظر هل يرى الشيخ فلم يره فقام يبتغيه فلم يجده، فلما كان الغد جعل يقضي بين الناس وينتظره فلم يره، فلما رجع إلى القائلة وقال وأخذ مضجعه دق الباب فقال : من هذا فقال : الشيخ المظلوم