صفحة رقم ٣٢٥
الأكبر ( قال ابن عباس : يعني النفخة الأخيرة، وقيل هو حين يذبح الموت وينادى يا أهل النار خلود بلا موت وقيل هو حين يطبق على جنهم وذلك بعد أن يخرج الله منها من يريد أن يخرجه ) وتتلقاهم الملائكة ( أي تستقبلهم الملائكة على أبواب الجنة يهنئونهم ويقولون ) هذا يومكم الذي كنتم توعدون ( أي في الدنيا.
قوله عز وجل ) يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب ( قال ابن عباس : السجل الصحيفة والمعنى كطي الصحيفة على مكتوبها والطي هو الدرج الذي هو ضد النشر.
وقيل : السجل اسم ملك يكتب أعمال العباد إذا رفعت إليه والمعنى نطوي السماء كما يطوي السجل والطومار الذي يكتب فيه والتقدير لا يحزنهم الفزع الأكبر في اليوم ) كما بدأنا أول خلق نعيده ( أي كما بدأناهم في بطون أمهاتهم عراة غرلاً كذلك نعيدهم يوم القيامة
( ق ) عن ابن عباس قال : قام فينا رسول الله ( ﷺ ) بموعظة فقال :( أيها الناس إنكم تحشرون إلى الله حفاة عراة غرلاً كما بدأنا أول خلق نعيده ) قوله غرلاً أي قلفا.
وقوله تعالى ) وعداً علينا إنا كنا فاعلين ( يعني الإعادة والبعث بعد الموت.
قوله تعالى ) ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ( قيل : الزبور جميع الكتب المنزلة على الأنبياء والذكر هو أم الكتاب الذي عنده ومن ذلك الكتاب تنسخ جميع الكتب ومعنى من بعد الذكر أي بعد ما كتب في اللوح المحفوظ.
وقال ابن عباس : الزبور التوراة والذكر الكتب المنزلة من بعد التوراة.
وقيل الزبور : كتاب داود والذكر هو القرآن وبعد هنا بمعنى قبل ) أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ( يعني أرض الجنة يرثها أمة محمد ( ﷺ ) والمعنى أن الله تعالى كتب في اللوح المحفوظ في كتب الأنبياء : أن الجنة يرثها من كان صالحاً من عباده عاملاً بطاعته.
وقال ابن عباس : أراد أن أراضي الكفار يفتحها المسلمون وهذا حكم من الله تعالى بإظهار الدين وإعزاز المسلمين، وقيل أراد الأرض المقدسة يرثها الصالحون بعد من كان فيها ) إن في هذا ( أي في القرآن ) لبلاغاً ( أي وصولاً إلى البغية يعني من اتبع القرآن وعمل بما فيه وصل إلى ما يرجو من الثواب، وقيل البلاغ الكفاية أي فيه كفاية لما فيه من الأخبار