صفحة رقم ٦٣
فأنزلنا من السماء ماء قال أبو بكر بن عياش : لا تقطر قطرة من السماء إلا بعد أن تعمل الرياح الأربع فيها فالصبا تهيج السحاب، والشمال تجمعه والجنوب تدره والدبور تفرقه.
وقال أبو عبيد : لواقح هنا بمعنى ملاقح جمع ملقحة حذفت الميم وردت إلى الأصل.
وقال الزجاج : يجوز أن يقال لها لواقح وإن ألقحت غيرها، لأن معناها النسبة كما يقال : درهم وازن أي ذو وزن واعترض الواحدي على هذا.
فقال هذا ليس بمغن لأنه كان يجب أن يصح اللاقح بمعنى ذات لقح حتى يوافق قول المفسرين، وأجاب الرازي عنه بأن قال : هذا ليس بشيء.
لأن اللاقح هو المنسوب إلى اللقحة، ومن أفاد غير اللقحة فله نسبة إلى اللقحة وقال صاحب المفردات لواقح أي ذات لقاح وقيل إن الريح في نفسها لاقح لأنها حاملة للسحاب والدليل عليه قوله تعالى ) حتى إذا أقلت سحاباً ( " ثقالاً، أي حملت فعلى هذا تكون الريح لاقحة بمعنى حاملة تحمل السحاب.
وقال الزجاج : ويجوز أن يقال للريح لقحت إذا أتت بالخير كما قيل لها عقيم إذا لم تأت بخير، وورد في بعض الأخبار أن الملقح الرياح الجنوب، وفي بعض الآثار ما هبت رياح الجنوب إلا واتبعت عيناً غدقة
( ق ) عن عائشة أن النبي ( ﷺ ) كان إذا عصفت الريح قال :( اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها ما أرسلت به ) وروى البغوي بسنده إلى الشافعي إلى ابن عباس قال : ما هبت ريح قط إلا جثا النبي ( ﷺ ) على ركبتيه، وقال :( اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذاباً اللهم اجعلها رياحاً ولا تجعلها ريحاً ) قال ابن عباس في كتاب الله عز وجل ) إنا أرسلنا عليهم ريحاً صرصراً ( " ) فأرسلنا عليه الريح العقيم ( " وقال :( وأرسلنا الرياح لواقح ( وقال ) يرسل الرياح مبشرات ( " وقوله سبحانه وتعالى ) فأنزلنا من السماء ماء ( يعني المطر ) فأسقيناكموه ( يعني جعلنا لكم المطر سقياً يقال أسقى فلان فلاناً إذا جعل له سقياً، وسقاه إذا أعطاه ما يشرب، وتقول العرب : سقيت الرجل ماء، ولبناً إذا كان لسقيه فإذا جعلوا له ماء لشرب أرضه أو ماشيته يقال : أسقيناه ) وما أنتم له ( يعني للمطر ) بخازنين ( يعني : إن المطر في خزائننا لا في خزائنكم.
وقيل : وما أنتم له بمانعين.
( الحجر :( ٢٣ - ٣٠ ) وإنا لنحن نحيي...
" وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين وإن ربك هو يحشرهم إنه حكيم عليم ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون والجان خلقناه من قبل من نار السموم وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين فسجد الملائكة كلهم أجمعون " ( ) وإنا لنحن نحيي ونميت ( يعني بيدنا إحياء الخلق وإماتتهم لا يقدر على ذلك أحد إلا الله سبحانه وتعالى، لأن قوله تعالى : وإنا لنحن يفيد الحصر يعني لا يقدر على ذلك سوانا ) ونحن الوارثون ( وذلك بأن نميت جميع الخلق، فلا يبقى أحد سوانا فيزول ملك كل مالك ويبقى جميع ملك المالكين لنا والوارث هو الباقي بعد ذهاب غيره والله سبحانه وتعالى هو الباقي بعد ذهاب غيره والله سبحانه وتعالى هو الباقي بعد فناء خلقه الذين أمتعهم بما آتاهم في الحياة الدنيا لأن وجود الخلق.
وما آتاهم كان ابتداؤه منه تعالى فإذا فني جميع الخلائق رجع الذي كانوا يملكونه في الدنيا على المجاز إلى مالكه على الحقيقة، وهو الله تعالى.
وقيل مصير الخلق إليه.
قوله عز وجل ) ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين ( عن ابن عباس قال : كانت امرأة تصلي خلف رسول الله ( ﷺ ) من أحسن الناس فكان بعض الناس يتقدم حتى يكون في الصف الأول لئلا يراها.
ويتأخر بعضهم حتى