صفحة رقم ٦٧
فإن ترجح جانب الله تعالى كان من المخلصين الناجحين، وإن ترجح الجانب الآخر كان من الهالكين لأن المثل يقابله المثل فيبقى القدر الزائد، وإلى أي الجانبين رجح أخذ به ) قال ( يعني قال الله تبارك وتعالى ) هذا صراط علي مستقيم ( قال الحسن معناه هاذا صراط إلى مستقيم.
وقال مجاهد : الحق يرجع إلى الله وعليه طريقه لا يعرج إلى شيء.
وقال الأخفش : معناه على الدلالة على الصراط المستقيم.
وقال الكسائي : هذا على طريق التهديد والوعيد كما يقول الرجل لمن يخاصمه : طريقك علي، أي لا تنفلت مني.
وقيل : معناه علي استقامته بالبيان والبرهان والتوفيق والهداية.
وقيل : هذا عائد إلى الإخلاص والمعنى أن الإخلاص طريق علي وإلي يؤدي إلى كرامتي ورضواني.
الحجر :( ٤٢ - ٤٥ ) إن عبادي ليس...
" إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم إن المتقين في جنات وعيون " ( ) إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ( أي قوة وقدرة وذلك أن إبليس لما قال : لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين، أوهم بهذا الكلام أن له سلطاناً على غير المخلصين فبين الله سبحانه وتعالى، أنه ليس له سلطان على أحد من عبيده سواء كان من المخلصين، أو لم يكن من المخلصين.
قال أهل المعاني : ليس لك عليهم سلطان على قلوبهم، وسئل سفيان بن عيينة عن هذه الآية فقال : معناه ليس لك عليهم سلطان أن تلقيهم في ذنب يضيق عنه عفوي، وهؤلاء خاصته أي الذين هداهم، واجتباهم من عباده ) إلا من اتبعك من الغاوين ( يعني إلا من اتبع إبليس من الغاوين، فإن له عليهم سلطاناً بسبب كونهم منقادين له فيما يأمرهم به ) وإن جهنم لموعدهم أجمعين ( يعني موعد إبليس وأتباعه وأشياعه ) لها ( يعني لجهنم ) سبعة أبواب ( يعني سبع طبقات.
قال علي بن أبي طالب : تدرون كيف أبواب جهنم هكذا ووضع إحدى يديه على الأخرى أي سبعة أبواب بعضها فوق بعض.
قال ابن جريج : النار سبع دركات أولها جهنم، ثم لظى، ثم الحطمة، ثم السعير، ثم سقر، ثم الجحيم، ثم الهاوية ) لكل باب منهم جزء مقسوم ( يعني لكل دركة قوم يسكنونها والجزء بعض الشيء، وجزأته جعلته أجزاء، والمعنى أن الله سبحانه وتعالى يجزىء أتباع إبليس سبعة أجزاء فيدخل كل قسم منهم في النار دركة من النار والسبب فيه أن مراتب الكفر مختلفة فلذلك اختلفت مراتبهم في النار، قال الضحاك : في الدركة الأولى أهل التوحيد الذين أدخلوا النار يعذبون فيها بقدر ذنوبهم ثم يخرجون منها، وفي الثانية النصارى، وفي الثالثة اليهود، وفي الرابعة الصابئون، وفي الخامسة المجوس، وفي السادسة أهل الشرك، وفي السابعة المنافقون فذلك، قوله سبحانه وتعالى ) إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ( " عن ابن عمر عن النبي ( ﷺ ) قال ( لجهنم سبعة أبواب باب منها لمن سل السيف على أمتي أو قال على أمة محمد ( ﷺ ) ) أخرجه الترمذي.
وقال : حديث غريب قوله سبحانه وتعالى ) إن المتقين في جنات وعيون ( المراد بالمتقين الذين اتقوا الشرك في قول جمهور المفسرين وقيل : هم الذين اتقوا الشرك والمعاصي والجنات والبساتين والعيون والأنهار الجارية في الجنات، وقيل : يحتمل أن تكون هذه العيون غير الأنهار الكبار التي في الجنة، وعلى هذا فهل يختص كل واحد من أهل الجنة بعيون


الصفحة التالية
Icon