صفحة رقم ٧٥
وغيرهم من المؤمنين.
( الحجر :( ٨٩ - ٩٥ ) وقل إني أنا...
" وقل إني أنا النذير المبين كما أنزلنا على المقتسمين الذين جعلوا القرآن عضين فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين " ( ) وقل ( أي وقل لهم يا محمد ) إني أنا النذير المبين ( لما أمر الله تعالى رسوله ( ﷺ ) بالزهد في الدنيا، والتواضع للمؤمنين أمره بتبليغ ما أرسل به إليهم، والنذارة تبليغ مع تخويف والمعنى : إني أنا النذير بالعقاب لمن عصاني المبين النذارة ) كما أنزلنا المقتسمين ( يعني أنذركم عذاباً كعذاب أنزلناه بالمقتسمين، قال ابن عباس : أراد بالمقتسمين اليهود والنصارى.
وهو قول الحسن ومجاهد وقتادة : سموا بذلك لأنهم آمنوا ببعض القرآن وكفروا ببعضه، فما وافق كتبهم آمنوا به وما خالف كتبهم كفروا به، وقال عكرمة : إنهم اقتسموا سور القرآن فقال واحد منهم هذه السورة لي وقال : آخر هذه السورة لي، وإنما فعلوا ذلك استهزاء به، وقال مجاهد : إنهم اقتسموا كتبهم فآمنوا ببعضها وكفروا ببعضها، وكفر آخرون منهم بما آمن به غيرهم.
وقال قتادة وابن السائب : أراد بالمقتسمين كفار قريش سموا بذلك لأن أقوالهم تقسمت في القرآن.
فقال بعضهم : إنه سحر وزعم بعضهم أنه كهانة وزعم بعضهم إنه أساطير الأولين وقال ابن السائب : سموا بالمقتسمين لأنهم اقتسموا عقاب مكة وطرقها، وذلك أن الوليد بن المغيرة بعث رهطاً من أهل مكة.
قيل ستة عشر.
وقيل : أربعين.
فقال لهم : انطلقوا فتفرقوا على عقاب مكة وطرقها حيث يمر بكم أهل الموسم، فإذا سألوكم عن محمد فليقل بعضكم إنه كاهن وليقل بعضكم إنه شاعر، وليقل بعضكم إنه ساحر فإذا جاؤوا إلي صدقتكم فذهبوا وقعدوا على عقاب مكة وطرقها يقولون لمن مر بهم من حجاج العرب : لا تغتروا بهذا الخارج الذي يدعي النبوة منا فإنه مجنون كاهن، وشاعر.
وقعد الوليد بن المغيرة على باب المسجد الحرام فإذا جاؤوا وسألوه عما قال : أولئك المقتسمون.
قال : صدقوا.
وقوله سبحانه وتعالى :( الذين جعلوا القرآن عضين (
( خ ) عن ابن عباس في قوله تعالى الذين جعلوا القرآن عضين.
قال : هم اليهود والنصارى جزؤوه أجزاء آمنوا ببعض وكفروا ببعض، قيل : هو جمع عضة من قولهم عضيت الشيء إذا فرقته، وجعلته أجزاء وذلك لأنهم جعلوا القرآن أجزاء مفرقة.
فقال بعضهم : هو سحر.
وقال بعضهم : هو كهانة.
وقال بعضهم : هو أساطير الأولين.
وقيل : هو جمع عضة.
وهوالكذب والبهتان وقيل : المراد به العضة وهو السحر يعني أنهم جعلوا القرآن عضين ) عما كانوا يعملون ( يعني عما كانوا يقولونه في القرآن.
وقيل : عما كانوا يعملون من الكفر والمعاصي.
وقيل : يرجع الضمير في لنسألنهم إلى جميع الخلق المؤمن والكافر لأن اللفظ عام فحمله على العموم أولى قال جماعة من أهل العلم عن لا إله إلا الله عن أنس عن النبي صلى الله عليه سلم في قوله : لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون قال :( عن قول لا إله إلا الله ) أخرجه الترمذي.
وقال : حديث غريب وقال أبو العالية : يسأل العباد عن خلتين عما كانوا يعبدون، وماذا أجابوا المرسلين.
فإن قلت : كيف الجمع بين قوله لنسألنهم أجمعين وبين قوله ) فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان ( " قلت : قال ابن عباس : لا يسألهم هل عملتم لأنه أعلم به منهم، ولكن يقول لم عملتم كذا واعتمدوه قطرب فقال : السؤال