صفحة رقم ٧٦
ضربان سؤال استعلام وسؤال توبيخ فقال تعالى ) فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان ( " يعني سؤال استعلام وقوله ) لنسألنهم أجمعين ( سؤال توبيخ وتقريع وجواب آخر، وهو يروى عن ابن عباس أيضاً أنه قال في الآيتين : أن يوم القيامة يوم طويل فيه مواقف فيسألون في بعض المواقف ولا يسألون في بعضها نظيره قوله سبحانه وتعالى ) هذا يوم لا ينطقون ( " وقال تعالى في آية أخرى ) ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ( " قوله سبحانه وتعالى ) فاصدع بما تؤمر ( قال ابن عباس : أظهر.
ويروى عنه أمضه.
وقال الضحاك : أعلم وأصل الصدع الشق والفرق أي أفرق بالقرآن بين الحق الباطل أمر النبي ( ﷺ ) في هذه الآية بإظهار الدعوة وتبليغ الرسالة إلى من أرسل اليهم قال عبد الله بن عبيدة.
ما زال النبي ( ﷺ ) مستخفياً حتى نزلت هذه الآية، فخرج هو وأصحابه ) وأعرض عن المشركين ( أي اكفف عنهم ولا تلتفت إلى لومهم على إظهار دينك، وتبليغ رسالة ربك وقيل أعرض عن الاهتمام باستهزائهم، وهو قوله سبحانه وتعالى ) إنا كفيناك المستهزئين ( أكثر المفسرين على أن هذا الإعراض منسوخ بآية القتال.
وقال بعضهم : ما للنسخ وجه لأن معنى الإعراض ترك المبالاة بهم، والالتفات إليهم، فلا يكون منسوخاً، وقوله تعالى إنا كفيناك المستهزئين يقول الله تعالى عز وجل لنبيه محمد ( ﷺ ) فاصدع بما أمرتك به ولا تخف أحداً غيري فإني أنا كافيك، وحافظك ممن عاداك فإنا كفيناك المستهزئين وكانوا خمسة نفر من رؤساء كفار قريش، كانوا يستهزئون بالنبي ( ﷺ ) وبالقرآن وهم : الوليد بن المغيرة المخزومي وكان رأسهم، والعاص بن وائل السهمي، والأسود بن المطلب بن الحارث بن أسد بن عبدالعزى بن زمعة، وكان رسول الله ( ﷺ ) قد دعا عليه فقال : اللهم أعم بصره وأثكله بولده.
والأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة، والحارث بن قيس ابن الطلاطلة كذا ذكره البغوي.
وقال ابن الجوزي : الحارث بن قيس ابن عيطلة وقال الزهري : عيطلة أمة وقيس أبوه فهو منسوب إلى أبيه وأمة قال المفسرون : أتى جبريل عليه السلام إلى رسول الله ( ﷺ ) والمستهزئون يطوفون بالبيت فقام جبريل، وقام رسول الله ( ﷺ ) إلى جنبه فمر به الوليد بن المغيرة فقال جبريل : يا محمد كيف تجد هذا قال بئس عبد الله فقال : قد كفيته وأومأ إلى ساق الوليد فمرّ الوليد برجل من خزاعة نبال بريش نبلاً له، وعليه برد يماني وهو يجر إزاره فتعلقت شظية من النبل بإزار الوليد، فمنعه