صفحة رقم ٩٧
سداسية، قال لأمها : زينيها حتى أذهب بها إلى أحمائها ويكون فد حفر لها حفرة في الصحراء فإذا بلغ بها تلك الحفرة قال لها : انظري إلى هذه البئر فإذا نظرت إليها دفعها من خلفها في تلك البئر، ثم يهيل التراب على رأسها وكان صعصعة عم الفرزدق إذا أحس بشيء من ذلك وجه بإبل إلى والد البنت حتى يحييها بذلك فقال الفرزدق يفتخر بذلك :
وعمي الذي منع الوائدات
فأحيا الوئيد فلم يوأد
" عن ابن مسعود قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( الوائدة والمؤودة في النار ) أخرجه أبو داود.
وقوله تعالى ) ألا ساء ما يحكمون ( يعني بئس ما يصنعون ويقضون حيث يجعلون لله خلقهم البنات، وهم يستنكفون منهن ويجعلون لأنفسهم البنين نظيره قوله سبحانه وتعالى ) ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذاً قسمه ضيزى ( وقيل : معناه ألا ساء ما يحكمون في وأد البنات ) للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ( يعني صفة السوء من احتياجاتهم إلى الولد الذكر، وكراهتهم الإناث وقتلهن خوف الفقر ) ولله المثل الأعلى ( أي الصفة العليا المقدسة، وهي أن له التوحيد وأنه المنزه عن الولد، وأنه لا إله إلا هو وأن له جميع صفات الجلال والكمال من العلم والقدرة والبقاء السرمدي، وغير ذلك من الصفات التي وصف الله بها نفسه.
وقال ابن عباس : مثل السوء النار والمثل الأعلى شهادة أن لا إله إلا الله ) وهو العزيز ( أي الممتنع في كبريائه وجلاله ) الحكيم ( يعني في جميع أفعاله.
النحل :( ٦١ - ٦٧ ) ولو يؤاخذ الله...
" ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ويجعلون لله ما يكرهون وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم فهو وليهم اليوم ولهم عذاب أليم وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآية لقوم يسمعون وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون " ( قوله :( ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ( يعني بسبب ظلمهم فيعاجلهم بالعقوبة على ظلمهم وكفرهم وعصيانهم.
فإن قلت الناس اسم جنس يشمل الكل وقد قال تعالى في آية أخرى ) فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ( " فقسمهم في تلك الآية ثلاثة أقسام فجعل الظالمين قسماً واحداً من ثلاثة.
قلت : قوله ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم عام مخصوص بتلك الآية الأخرى، لأن في جنس الناس الأنبياء والصالحين ومن لا يطلق عليه اسم الظلم، وقيل : أراد بالناس الكفار فقط بدليل قوله ) إن الشرك لظلم عظيم ( " وقوله ) وما ترك عليها ( يعني على الأرض كناية عن غير مذكور لأن الدابة لا تدب إلا على الأض ) من دابة ( يعني أن الله سبحانه وتعالى، لو يؤاخذ الناس بظلمهم لأهلك جميع الدواب التي على وجه الأرض.
قال قتادة : وقد فعل الله ذلك في زمن نوح عليه السلام وروي أن أبا هريرة سمع رجلاً يقول : إن الظالم لا يضر إلا نفسه، فقال : بئس ما قلت إن الحبارى تموت هزالاً بظلم الظالم.
وقال ابن مسعود : إن الجعل تعذب في جحرها بذنب ابن آدم وقيل أراد بالدابة الكافر بدليل قوله :( إن شر الدواب عند الله الذين كفروا ( " وقيل في معنى الآية ولو يؤاخذ الله الآباء الظالمين بسبب ظلمهم لانقطع


الصفحة التالية
Icon