صفحة رقم ١٠١
القرآن على نبي أمي لا يكتب ولا يقرأ ولأن من القرآن الناسخ والمنسوخ، ومنه ما هو جواب لمن سأل عن أمور تحدث في أوقات مختلفة ففرقناه ليكون أوعى لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأيسر على العامل به ) ورتلناه ترتيلاً (.
قال ابن عباس : وبيناه بياناً والترتيل التبيين في ترسل وتثبت وقيل فرقناه تفريقاً آية بعد آية ) ولا يأتونك ( يعني يا محمد هؤلاء المشركون ) بمثل ( يعني يضربونه لك في إبطال أمرك ) إلا جئناك بالحق ( أي بما ترد به ما جاؤوا به من ما يوردون المثل، وتبطله فسمي ما يوردون من الشبه مثلاً، وسمي ما يدفع به الشبه حقاً ) وأحسن تفسيراً ( يعني أحسن بياناً وتفصيلاً ثم ذكر ما لهؤلاء المشركين فقال تعالى ) الذين ( يعني هم الذين ) يحشرون ( أي يساقون ويجرون ) على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكاناً ( يعني منزلاً ومصيراً ) وأضل سبيلاً ( أي أخطأ طريقاً.
قوله تعالى ) ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيراً ( أي معيناً وظهيراً ) فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا ( يعني القبط ) فدمرناهم ( فيه إضمار أي فكذبوهما فدمرناهم ) تدميراً ( يعني أهلكناهم إهلاكاً ) وقوم نوح لما كذبوا الرسل ( يعني رسولهم ومن كذب رسولاً واحداً فقد كذب جميع الرسل فلذلك ذكره بلفظ الجمع ) أغرقناهم وجعلناهم للناس أية ( أي عبرة لمن بعدهم ) وأعتدنا للظالمين ( في الآخرة ) عذاباً أليماً ( يعني سيرى ما حل بهم من عاجل العذاب في الدنيا ) وعاداً وثمود ( أي أهكلنا عاداً وثمود ) وأصحاب الرس ( قال وهب بن منبه كان أهل بئر الرس نزولاً عليها، وكانوا أصحاب مواش يعبدون الأصنام فبعث الله إليهم شعيباً، يدعوهم إلى الإسلام فتمادوا في طغيانهم وآذوا شعيباً فبينما هم حول البئر في منازلهم، انهارت البئر وخسف بهم وبديارهم ورباعهم وقيل : الرس بئر بفلج اليمامة قتلوا نبيهم فأهلكهم الله.
وقال سعيد بن جبير : كان لهم نبي يقال له حنظلة بن صفوان فقتلوه فأهلكهم الله وقيل الرس بأنطاكية قتلوا فيها حبيباً النجار هم الذين ذكرهم الله في سورة ( يس ) وقيل هم أصحاب الأخدود والرس الأخدود ) وقروناً بين ذلك كثيراً ( أي