صفحة رقم ١١١
أن يصادف قلبه من يرضاه، فتقر عينه به عن النظر إلى غيره ) واجعلنا للمتقين إماماً ( يعني يقتدون في الخير بنا.
وقيل : معناه تقتدي بالمتقين وتقتدي بنا المتقون وقال ابن عباس : اجعلنا أئمة هدى وقيل : معناه أنهم سألوا الله أن يبلغهم في الطاعات المبلغ الذي يشار إليهم فيه ويقتدي بهم.
قال بعضهم : فيه دليل على أن الرياسة في الدين مطلوبة مرغوب فيها وقيل هذا من المقلوب معناه، واجعل المتقين لنا إماماً واجعلنا مقتدين مؤتمين بهم ) أولئك يجزون ( أي يثابون ) الغرفة ( الدرجة العالية الرفيعة في الجنة وقيل : يريد غرف الدر والزبرجد واللؤلؤ والياقوت في الجنة ) بما صبروا ( يعني على طاعة الله تعالى وأوامره وعلى أذى المشركين وقيل : بما صبروا عن الشهوات ) ويلقون فيها تحية ( أي ملكاً وقيل بقاء دائماً ) وسلاماً ( أي يسلم بعضهم على بعض أو يرسل الرب عز وجل إليهم السلام وقيل سلاماً أي سلامة من الآفات.
قوله تعالى ) خالدين فيها حسن مستقراً ومقاماً ( أي موضع قرار وإقامة.
قوله تعالى ) قل ما يعبأ بكم ربي ( أي ما يصنع ما يفعل بكم فوجودكم وعدمكم سواء، وقيل : معناه أي وزن مقدار لكم عنده ) لولا دعاؤكم ( إياه.
قيل معناه لولا عبادتكم إياه وقيل : لولا إيمانكم وقيل لولا دعاؤه إياكم إلى الإيمان فإذا آمنتم ظهر لكم عنده قدر.
وقيل : معناه ما يعبأ أي ما يبالي بمغفرتكم ربي لولا دعاؤكم معه آلهة.
وقيل معناه ما خلقتكم ولي إليكم حاجة إلا أن تسألوني، فأعطيكم وتستغفروني فأغفر لكم ) فقد كذبتم ( أيها الكافرون يخاطب أهل مكة يعني أن الله دعاكم إلى توحيده وعبادته على لسان رسول الله ( ﷺ ) فكذبتم الرسول ولم تجيبوه إلى الإيمان


الصفحة التالية
Icon