صفحة رقم ١١٢
) فسوف يكون لزاماً ( هذا تهديد لهم أي يكون تكذيبهم لزاماً قال ابن عباس : موتاً وقيل هلاكاً وقيل : قتالاً والمعنى يكون التكذيب لازماً لمن كذب فلا يعطى التوبة حتى يجازى بعمله.
وقيل : معناه عذاباً دائماً وهلاكاً لازماً لمن كذب مفنياً يلحق بعضكم بعضاً وقيل : هو يوم بدر قتل منهم سبعون وأسر سبعون وهو قول عبدالله بن مسعود وأبي بن كعب، يعني أنهم قتلوا يوم بدر واتصل بهم عذاب الآخرة لازماً لهم
( ق ) عن عبدالله بن مسعود قال ( خمس قد مضين الدخان واللزام والروم والبطشة والقمر وفي رواية الدخان والقمر والروم واللزام والبطشة ) والله سبحانه وتعالى أعلم.
سورة الشعراء
( تفسير سورة الشعراء ) وهي مكية إلا أربع آيات من آخر السورة من قوله تعالى : والشعراء يتبعهم الغاوون ' وهي مائتان وسبع وعشرون آية وألف ومائتان وتسع وسبعون كلمة وخمسة آلاف وخمسمائة وأربعون حرفاً روى عن ابن عباس أن النبي ( ﷺ ) قال ' أعطيت طه والطواسين من ألواح موسى عليه السلام '.
( بسم الله الرحمن الرحيم ) )
الشعراء :( ١ - ٢ ) طسم
" طسم تلك آيات الكتاب المبين " ( قوله عز وجل ) طسم ( قال ابن عباس : عجزت العلماء عن علم تفسيرها وفي رواية أخرى عنه أنه قسم، وهو من أسماء الله تعالى و قيل اسم من أسماء القرآن، وقيل اسم السورة وقيل أقسم بطوله وسنائه وملكه ) تلك آيات ( أي هذه الآيات آيات ) الكتاب المبين ( قيل لما كان القرآن فيه دلائل التوحيد، والإعجاز الدالة على نبوة محمد ( ﷺ ) ودلائل الأحكام أجمع ثبت بذلك أن آيات القرآن كافية مبينة لجميع الأحكام.
الشعراء :( ٣ - ٨ ) لعلك باخع نفسك...
" لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزؤون أو لم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين " ( ) لعلك باخع نفسك ( أي قاتل نفسك ) ألا يكونوا مؤمنين ( أي إن لم يؤمنوا وذلك حين كذبه أهل مكة فشق عليه ذلك وكان يحرص على إيمانهم، فأنزل الله عز وجل هذه الآية ) إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين ( أي لو شاء الله لأنزل عليهم آية يذلون منها فلا يلوي أحد منهم عنقه إلى معصية الله سبحانه وتعالى.
وقيل : معناه لو شاء الله لأراهم أمراً من أمره لا يعمل أحد منهم بعده معصية.


الصفحة التالية
Icon