صفحة رقم ١٣٠
عهد رسول الله ( ﷺ ) ومع كل واحد غواة من قومه، وهم السفهاء فنزلت هذه الآية ) ألم تر أنهم في كل وادٍ ( من أودية الكلام ) يهيمون ( يعني حائرين وعن طريق الحق حائدين، والهائم الذاهب على وجهه لا مقصد له وقال ابن عباس في كل لغو يخوضون، وقيل يمدحون بالباطل ويهجون بالباطل وقيل أنهم يمدحون الشيء ثم يذمونه لا يطلبون الحق والصدق، فالوادي مثل لفنون الكلام والغوص في المعاني والقوافي ) وأنهم يقولون ما لا يفعلون ( أي أنهم يكذبون في شعرهم وقيل إنهم يمدحون الجود والكرم ويحثون عليه وهم لا يفعلونه ويذمون البخل ويصرون عليه ويهجون الناس بأدنى شيء صدر منهم
( ق ) عن أبي هريرة أن رسول الله ( ﷺ ) قال ( لأن يمتلىء جوف أحدكم قيحاً حتى يريه خير له من أن يمتلىء شعراً ) ثم استثنى شعراء المسلمين الذي كانوا يجتنبون شعر الكفار، ويهجون وينافحون عن محمد ( ﷺ ) وأصحابه منهم حسان بن ثابت وعبدالله بن رواحة وكعب بن مالك فقال تعالى ) إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ( روي أن كعب بن مالك قال للنبيّ ( ﷺ ) إن الله أنزل في الشعر ما أنزل فقال رسول الله ( ﷺ ) ( إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه والذي نفسي بيده لكأن ما ترمونهم به نضح النبل ) عن أنس بن مالك رضي الله عنه ( أن النبي ( ﷺ ) دخل مكة في عمرة القضاء وابن رواحة يمشي بين يديه وهو يقول :
خلو بني الكفار عن سبيله
اليوم نضربكم على تنزيله
ضرباً يزيل الهام عن مقيله
ويذهل الخليل عن خليله


الصفحة التالية
Icon