صفحة رقم ١٣٣
سورة النمل
تفسير سورة النمل
مكية وهي ثلاث وتسعون آية وألف وثلاثمائة وسبع عشرة كلمة وأربعة آلاف وتسعة وتسعون حرفا.
( بسم الله الرحمن الرحيم ) )
النمل :( ١ - ٣ ) طس تلك آيات...
" طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين هدى وبشرى للمؤمنين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون " ( قوله عز وجل ) طس تلك آيات القرآن ( أي هذه آيات القرآن ) وكتاب مبين ( أي وآيات كتاب مبين ) هدى وبشرى للمؤمنين ( أي هو هدى من الضلالة، وبشرى لهم بالجنة ) الذين يقيمون الصلاة ( أي الخمس بشرائطها ) ويؤتون الزكاة ( أي إذا وجبت عليهم طيبة بها أنفسهم ) وهم بالآخرة هم يوقنون ( يعني أن هؤلاء الذين يعملون الصالحات هم الموقنون بالآخرة.
النمل :( ٤ - ١٠ ) إن الذين لا...
" إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون أولئك الذين لهم سوء العذاب وهم في الآخرة هم الأخسرون وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم إذ قال موسى لأهله إني آنست نارا سآتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم وألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون " ( ) إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم ( أي القبيحة حتى رأوها حسنة وقيل : إن التزين هو أن يخلق الله العلم في القلب بما فيه المنافع واللذات ولا يخلق العمل بما فيه المضار والآفات ) فهم يعمهون ( أي يترددون فيها متحيرين ) أولئك الذين لهم سوء العذاب ( أي أشده وهو القتل والأسر ) وهم في الآخرة هم الأخسرون ( أي أنهم خسروا أنفسهم وأهليهم وساورا إلى النار.
قوله تعالى ) وإنك لتلقى القرآن ( أي تؤتاه وتلقنه حياً ) من لدن حكيم عليم ( أي حكيم عليم بما أنزل إليك.
فإن قلت : ما الفرق بين الحكمة والعلم.
قلت : الحكمة هي العلم بالأمور العلمية فقط والعلم أعم منه لأنه العلم قد يكون علماً، وقد يكون نظراً والعلوم النظرية أشرف ) إذ قال ( أي واذكر يا محمد إذ قال ) موسى لأهله ( أي في مسيره بأهله من مدين إلى مصر ) إني آنست ( أي أبصرت ) ناراً سآتيكم منها بخبر ( أي امكثوا مكانكم سآتيكم بخبر عن الطريق، وقد كان ضل عن الطريق ) أو آتيكم بشهاب قبس ( الشهاب شعلة النار والقبس النار المقبوسة منها، وقيل : القبس هو العود الذي في أحد طرفيه نار ) لعلكم تصطلون ( يعني تستدفئون من البرد كان في شدة الشتاء ) فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ( يعني بورك على من في النار وقيل : البركة راجعة إلى موسى والملائكة والمعنى من في طلب النار وهو موسى ) ومن حولها ( وهم الملائكة الذين حول النار وهذه تحية من الله عز وجل لموسى بالبركة، وقيل : المراد من النار النور وذكر بلفظ النار لأن موسى حسبه ناراً من النار هم الملائكة وذلك أن النور الذي رآه موسى كان فيه ملائكة لهم زجل بالتسبيح والتقديس، ومن حولها موسى، لأنه كان بالقرب منها وقيل البركة راجعة إلى النار، وقال ابن عباس : معناه بوركت النار والمعنى بورك من في النار ومن حولها وهم الملائكة وموسى وروي عن ابن عباس في قوله بورك من في النار قدس من في النار وهو الله تعالى عنى به نفسه على معنى أنه نادى موسى وأسمعه من جهتها كما روي أنه مكتوب في التوراة جاء الله من سيناء، وأشرف من ساعين واستعلى من جبال فاران ومعنى مجيئه


الصفحة التالية
Icon