صفحة رقم ١٥٢
ملك همدان فزوجها إياه وذهب بها إلى اليمن، وملك زوجها ذا تبع على اليمن، ودعا زوبعة ملك الجن وقال له اعمل لذي تبع ما استعملك فيه فلم يزل يعمل له ما أراد إلى أن مات سليمان وحال الحول، وعلم الجن موت سليمان، فأقبل رجل منهم حتى بلغ جوف اليمن وقال بأعلى صوته : يا معشر الجن إن الملك سليمان قد مات فارفعوا أيديكم فرفعوا أيديهم وتفرقوا وانقضى ملك سليمان وملك ذي تبع وملك بلقيس، وبقي الملك لله الواحد القهار قيل إن سليمان ملك وهو ابن ثلاث عشرة سنة ومات وهو ابن ثلاث وخمسين سنة.
النمل :( ٤٥ - ٤٩ ) ولقد أرسلنا إلى...
" ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون " ( قوله عز وجل :( ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحاً أن اعبدوا الله ( أي وحدوه لا تشركوا به شيئاً ) فإذا هم فريقان ( أي مؤمن وكافر ) يختصمون ( أي في الدين كل فريق يقول الحق معنا ) قال ( يعني صالحاً للفريق المكذب ) يا قوم لم تستعجلون بالسيئة ( أي بالبلاء والعقوبة ) قبل الحسنة ( أي العافية الرحمة ) لولا ( أي هلا ) تستغفرون الله ( أي بالتوبة إليه من الكفر ) لعلكم ترحمون ( أي لا تعذبون في الدنيا ) قالوا اطيرنا ( أي تشاءمنا ) بك وبمن معك ( قيل : إنما قالوا ذلك لتفرق كلمتهم وقيل : الإمساك القطر عنهم قالوا إما أصابنا هذا الضر والشدة من شؤمك وشؤم أصحابك ) قال طائركم عند الله ( أي ما يصيبكم من الخير والشر بأمر الله مكتوب عليكم، سمي طائراً لأنه لا شيء أسرع من نزول القضاء المحتوم وقال ابن عباس الشؤم الذي أتاكم من عند الله بكفركم وقيل طائركم أي عملكم، عند الله، سمي طائراً لسرعة صعوده إلى السماء ) بل أنتم قوم تفتنون ( قال ابن عباس تختبرون بالخير والشر وقيل معناه تعذبون.
قوله تعالى ) وكان في المدينة ( يعني مدينة ثمود وهي الحجر ) تسعة رهط ( يعني من أبناء أشرافهم ) يفسدون في الأرض ( أي بالمعاصي ) ولا يصلحون ( أي لا يطعيون وهم غواة قوم صالح الذي اتفقوا على عقر الناقة ورأسهم قدار بن سالف ) قالوا تقاسموا بالله ( يعني يقول بعضهم لبيعض احلفوا بالله أيها القوم ) لنبيتنه ( أي لنقتلنه ليلاً ) وأهله ( يعني قومه الذين آمنوا معه ) ثم لنقولن لوليه ( أي لولي دمه ) ما شهدنا ( يعني ما حضرنا ) مهلك أهله ( أي ما ندري من قتله ولا هلاك أهله ) وإنا لصادقون ( يعني قولنا ما شهدنا ذلك.
النمل :( ٥٠ - ٦٣ ) ومكروا مكرا ومكرنا...
" ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى آلله خير أما يشركون أم من خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون أم من جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون أم من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون أم من يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته أإله مع الله تعالى الله عما يشركون " ( ) ومكروا مكراً ( أي غدروا غدراً حين قصدوا تبيت صالح وأهله ) ومكرنا مكراً ( يعني جازيناهم على مكرهم بتعجيل العذاب ) وهم لا يشعرون فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم ( يعني أهلكناهم