صفحة رقم ١٥٣
أي التسعة قال ابن عباس : أرسل الله الملائكة تلك الليلة إلى دار صالح يحرسونه فأتت التسعة دار صالح شاهرين سلاحهم، فرمتهم الملائكة بالحجارة وهم يرون الحجارة ولا يرون الملائكة فقتلتهم وأهلك الله جميع القوم بالصيحة ) وقومهم أجمعين، فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا ( أي بظلمهم وكفرهم ) إن في ذلك لآية ( أي لعبرة ) لقوم يعلمون ( أي قدرتنا ) وأنجينا الذي آمنوا، وكانوا يتقون ( يقال إن الناجين كانوا أربعة آلاف.
قوله تعالى ) ولوطاً إذ قال لقومه : أتأتون الفاحشة ( أي الفعلة القبيحة ) وأنتم تبصرون ( أي تعلمون أنها فاحشة هو من بصر القلب وقيل : معناه يبصر بعضكم بعضاً وكانوا لا يستترون عتواً منهم ) أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون ( فإن قلت إذا فسر تبصرون بالعلم وقد قال : بعده ) قوم تجهلون ( فيكون العلم جهلاً.
قلت : معناه تفعلون فعل الجاهلين وتعلمون أنه فاحشة.
وقيل : تجهلون العاقبة وقيل أراد بالجهل السفاهة التي كانوا عليها ) فلما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ( يعني من أدبار الرجال ) فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين ( أي قضينا عليها بأن جعلناها من الباقين في العذاب ) وأمطرنا عليهم مطراً ( أي الحجارة ) فساء ( أي فبئس ) مطر المنذرين ( قوله عز وجل ) قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى ( هذا خطاب لرسول الله ( ﷺ ) أن يحمد الله على هلاك كفار الأمم الخالية، وقيل : يحمده على جميع نعمه وسلام على عباده الذين اصطفى يعني الأنبياء والمرسلين وقال ابن عباس : هم أصحاب محمد ( ﷺ ) وقيل : هم كل المؤمنين من السابقين واللاحقين ) الله خير أما يشركون ( فيه تبكيت للمشركين وإلزام الحجة عليهم بعد هلاك الكفار.
والمعنى آلله خير لمن عبده أم الأصنام لمن عبدها فإن الله خير لمن عبده وآمن به لإغنائه عنه من الهلاك والأصنام، لم تغن شيئاً عن عابديها عند نزول العذاب، ولهذا السبب ذكر أنواعاً تدل على وحدانيته وكما قدرته.
فالنوع الأول قوله تعالى :( أمن خلق السموات والأرض ( ذكر أعظم الأشياء المشاهدة الدالة على عظيم قدرته.
والمعنى الأصنام خير أم الذي خلق السموات والأرض ثم ذكر نعمه فقال ) وأنزل لكم من السماء ماء ( يعني المطر ) فأنبتنا به حدائق ( أي بساتين جمع حديقة، وهو البستان المحيط عليه فإن لم يكن عليه حائط فليس


الصفحة التالية
Icon