صفحة رقم ١٦٩
إلا إليه ) قال رب نجني من القوم الظالمين ( يعني الكافرين.
وقوله تعالى ) ولما توجه تلقاء مدين ( يعني قصد نحوها ماضياً قيل إنه وقع في نفسه أن بينهم وبينه قرابة لأن أهل مدين من ولد إبراهيم وموسى من ولد إبراهيم ومدين هو مدين بن إبراهيم سميت البلد باسمه وبين مدين ومصر مسيرة ثمانية أيام، قيل خرج موسى خائفاً بلا ظهر ولا زاد ولا أحد ولم يكن له طعام إلا ورق الشجر ونبات الأرض حتى رأى خضرته في بطنه وما وصل إلى مدين حتى وقع خف قدميه قال ابن عباس وهو أول ابتلاء من الله لموسى ) قال ( يعني موسى ) عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ( يعني قصد الطريق إلى مدين وذلك أنه لم يكن يعرف الطريق إليها قيل لما دعا موسى جاءه ملك بيده عنزة فانطلق به إلى مدين.
قوله عز وجل ) ولما ورد ماء مدين ( هو بئر كانوا يسقون منها مواشيهم ) وجد عليه ( يعني على الماء ) أمة ( يعني جماعة ) من الناس يسقون ( يعني مواشيهم ) ووجد من دونهم ( يعني سوى الجماعة وقيل بعيداً من الجماعة ) امرأتين تذودان ( أي تحبسان وتمنعان أغنامهما عن أن تند وتذهب والقول الأول لما بعده وهو قوله ) قال ( يعني موسى للمرأتين ) ما خطبكما ( أي ما شأنكما لا تسقيان مواشيكما مع الناس ) قالتا لا نسقي ( يعني أغنامنا ) حتى يصدر الرعاء ( أي حتى يرجع الرعاء من الماء والمعنى أنا امرأتان لا نستطيع أن نزاحم الرجال فإذا صدروا سقينا نحن مواشينا من فضل ما بقي منهم من الحوض ) وأبونا شيخ كبير ( أي لا يقدر أن يسقي مواشيه فلذلك احتجنا نحن إلى سقي الغنم، قيل أبوهما هو شعيب عليه الصلاة السلام.
وقيل هو بيرون ابن أخي شعيب وكان شعيب قد مات بعدما كف بصره وقيل هو رجل ممن آمن بشعيب فلما سمع موسى كلامهما رق لهما ورحمهما فاقتلع صخرة من على رأس بئر أخرى كانت بقربهما لا يطيق رفعها إلا جماعة من الناس.
وقيل زاحم القوم ونحاهم كلهم عن البئر وسقى لهما الغنم وقيل لما فرغ الرعاء من السقي غطوا رأس البئر بحجر لا يرفعه إلا عشرة نفر فجاء موسى فرفع الحجر ونزع دلواً واحداً فيه بالبركة وسقى الغنم فرويت فذلك قوله


الصفحة التالية
Icon