صفحة رقم ١٧٠
) فسقى لهما ثم تولى إلى الظل ( يعني عدل إلي رأس الشجرة فجلس في ظلها من شدة الحر وهو جائع ) فقال رب لما أنزلت إلي من خير فقير ( معناه أنه طلب الطعام لجوعه واحتياجه إليه.
قال ابن عباس : إن موسى سأل الله فلقة خبز يقيم بها صلبة وعن ابن عباس قال : لقد قال موسى :( رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير ( وهو أكرم خلقه عليه ولقد افتقر إلى شق تمرة وقيل ما سأل إلا الخبز فلما رجعتا إلى أبيهما سريعاً قبل الناس وأغنامهما حفل بطان قال لهما ما أعجلكما ؟ قالتا وجدنا رجلاً صالحاً رحمنا فسقى لنا أغنامنا فقال لإحداهما اذهبي فادعيه إلي.
القصص :( ٢٥ - ٢٨ ) فجاءته إحداهما تمشي...
" فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك وما أريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين قال ذلك بيني وبينك أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي والله على ما نقول وكيل " ( قال الله تعالى :( فجاءته إحداهما تمشي على استحياء ( قيل هي الكبرى واسمها صفوراء وقيل صفراء وقيل بل هي الصغرى واسمها ليا وقيل صفيراء وقال عمر بن الخطاب ليست بسلفع من النساء خراجة ولاجة ولكن جاءت مستترة قد وضعت كم درعها على وجهها استحياء وقيل استحيت منه لأنها دعته لتكافئه وقيل لأنها رسول أبيها ) قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ( قيل لما سمع موسى ذلك كره أن يذهب معها ولكن كان جائعاً فلم يجد بداً من الذهاب فمشت المرأة ومشى موسى خلفها فكان الريح تضرب ثوبها فتصف ردفها فكره موسى أن يرى ذلك منها فقال امشي خلفي ودليني على الطريق إذا أخطأت ففعلت ذلك فلما دخل موسى على شعيب إذ هو بالعشاء مهيئاً فقال : اجلس يا فتى فتعش فقال موسى أعوذ بالله فقال شعيب ولم ذاك ألست جائع ؟ قال بلى ولكني أخاف أن يكون هذا عوضاً من الدنيا فقال له شعيب : لا والله يا فتى لكنها عادتي وعادة آبائي نقري الضيف ونطعم الطعام فجلس وأكل فذلك قوله عز وجل ) فلما جاءه ( أي موسى ) وقص عليه القصص ( أي أخبره بأمره أجمع من خبر ولادته وقتله القبطي وقصد فرعون قتله ) قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين ( يعني من فرعون وقومه وإنما قال ذلك لأنه لم يكن لفرعون سلطان على مدين ) قالت إحداهما يا أبت استأجره ( أي اتخذه أجيراً ليرعى أغنامنا ) إن خير من استأجرت القوي الأمين ( يعني إن خير من استعملت من قوي على العمل وأدى الأمانة فقال لها أبوها ما أعلمك بقوته وأمانته ؟ قالت أما قوته فإنه رفع الحجر من على رأس البئر ولا يرفعه إلا عشرة.
وقيل أربعون رجلاً وأما أمانته فإنه قال لي امشي خلفي حتى


الصفحة التالية
Icon