صفحة رقم ١٧٤
وبرهاناً ) فلا يصلان إليكما ( أي بقتل ولا سوء ) بآياتنا ( قيل معناه نعطيكما من المعجزات فلا يصلون إليكما ) أنتما ومن اتبعكما الغالبون ( يعني لكما ولأتباعكما الغلبة على فرعون وقومه.
القصص :( ٣٦ - ٤٥ ) فلما جاءهم موسى...
" فلما جاءهم موسى بآياتنا بينات قالوا ما هذا إلا سحر مفترى وما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين وقال موسى ربي أعلم بمن جاء بالهدى من عنده ومن تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى وإني لأظنه من الكاذبين واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كنت من الشاهدين ولكنا أنشأنا قرونا فتطاول عليهم العمر وما كنت ثاويا في أهل مدين تتلو عليهم آياتنا ولكنا كنا مرسلين " ( ) فلما جاءهم موسى بآياتنا بينات ( يعني واضحات ) قالوا ما هذا إلا سحر مفترى ( يعني مختلق ) وما سمعنا بهذا ( يعني بالذي تدعونا إليه ) في آبائنا الأولين وقال موسى ربي أعلم بمن جاء بالهدى من عنده ( يعني أنه يعلم المحق من المبطل ) ومن تكون له عاقبة الدار ( يعني العقبى المحمودة في الدار الآخرة ) إنه لا يفلح الظالمون ( يعني الكافرون ) وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري ( فيه إنكار لما جاء به موسى من توحيد الله وعبادته ) فأوقد لي يا هامان على الطين ( يعني اطبخ لي الآجر قيل إنه أول من اتخذ آجراً وبنى به ) فاجعل لي صرحاً ( أي قصراً عالياً وقيل منارة.
قال أهل السير لما أمر فرعون وزيره هامان ببناء الصرح جمع هامان المال والفعلة حتى اجتمع عنده خمسون ألف بناء سوى الأتباع والأجراء وطبخ الآجر والجص ونجر الخشب وضرب المسامير، وأمر بالبناء فبنوه ورفعوه وشيدوه حتى ارتفع ارتفاعاً لم يبلغه بنيان أحد من الخلق وأراد الله أن يفتنهم فيه فلما فرغوا منه ارتقى فرعون فوقه، وأمر نشابة فرمى بها نحو السماء فردت إليه وهي ملطخة دماً فقال : قد قتلت إله موسى وكان فرعون يصعده راكباً على البراذين فبعث الله جبريل عند غروب الشمس فضربه بجناحه فقطعه ثلاث قطع فوقعت قطعه منه على عسكره فقتلت منه ألف رجل ووقعت قطعه منه في البحر وقطعة في المغرب فلم يبق أحد عمل شيئاً فيه إلا هلك فذلك قوله ) لعلي أطلع إلى إله موسى ( يعني أنظر إليه وأقف على حاله ) وإني لأظنه ( يعني موسى ) من الكاذبين ( يعني في زعمه أن للأرض والخلق إلهاً غيري وأنه أرسله ) واستكبر هو وجنوده في الأرض ( يعني تعظموا عن الإيمان ولم ينقادوا للحق بالباطل والظلم ) بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون ( يعني للحساب والجزاء ) فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم ( يعني فألقيناهم في البحر وهو القلزم ) فانظر كيف كان عاقبة الظالمين ( يعني حين صاروا إلى الهلاك ) وجعلناهم أئمة ( يعني قادة ورؤساء ) يدعون إلى النار ( أي الكفر والمعاصي التي يستحقون به النار لأن من أطاعهم ضل ودخل النار ) ويوم القيامة لا ينصرون ( يعني لا يمنعون من العذاب ) وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ( يعني خزياً وبعداً وعذاباً ) ويوم القيامة هم من المقبوحين ( يعني المبعدين وقيل المهلكين.
وقال ابن عباس من المشوهين بسواد الوجوه وزرقة