صفحة رقم ١٧٥
العيون.
وقوله عز وجل ) ولقد آتينا موسى الكتاب ( يعني التوراة ) من بعد ما أهلكنا القرون الأولى ( يعني قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم ممن كانوا قبل موسى ) بصائر للناس ( ليبصروا ذلك فيهتدوا به ) وهدى ( يعني من الضلالة لمن عمل به ) ورحمة ( يعني لمن آمن به ) لعلهم يتذكرون ( يعني بما فيه من المواعظ ) وما كنت ( الخطاب للنبي ( ﷺ ) أي وما كنت يا محمد ) بجانب الغربي ( يعني بجانب الجبل الغربي قال ابن عباس يريد حيث ناجى موسى ربه ) إذ قضينا إلى موسى الأمر ( يعني عهدنا إليه وأحكمنا الأمر معه بالرسالة إلى فرعون ) وما كنت من الشاهدين ( يعني الحاضرين ذلك المقام الذي أوحينا إلى موسى فيه فتذكره من ذات نفسك ) ولكنا أنشأنا قروناً ( يعني خلقنا بعد موسى أمماً ) فتطاول عليهم العمر ( يعني طالت عليهم المدة فنسوا عهد الله وتركوا أمره وذلك أن الله عهد إلى موسى وقومه عهوداً في محمد والإيمان به فلما طال عليهم العمر وخلفت القرون بعد القرون نسوا تلك العهود وتركوا الوفاء بها ) وما كنت ثاوياً ( أي مقيماً ) في أهل مدين ( أي كمقام موسى وشعيب فيهم ) تتلوا عليهم آياتنا ( يعني تذكرهم بالوعد والوعيد وقيل معناه لم تشهد أهل مدين فتقرأ على أهل مكة خبرهم ) ولكنا كنا مرسلين ( أي أرسلناك رسولاً وأنزلنا إليك كتاباً فيه هذه الأخبار لتتلوها عليه ولولا ذلك لما علمتها أنت ولم تخبرهم بها.
القصص :( ٤٦ - ٥٣ ) وما كنت بجانب...
" وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم فيقولوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا سحران تظاهرا وقالوا إنا بكل كافرون قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين " ( ) وما كنت بجانب الطور ( أي بناحية الجبل الذي كلم الله موسى عليه ) إذ نادينا ( أي موسى خذ الكتاب بقوة وقال وهب قال موسى : يا رب أرني محمداً وأمته قال إنك لن تصل إلى ذلك ولكن إن شئت ناديت أمته وأسمعتك صوتهم قال بلى يا رب قال الله تعالى : يا أمة محمد فأجابوه من أصلاب آبائهم.
وقال ابن عباس قال الله تعالى : يا أمة محمد فأجابوه من أصلاب الآباء والأرحام أي أرحام الأمهات لبيك اللهم لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.
قال الله تعالى : يا أمة محمد إن رحمتي سبقت غضبي وعفوي سبق عقابي قد أعطيتكم قبل أن تسألوني وقد أجبتكم قبل أن تدعوني وقد غفرت لكم قبل أن تستغفروني ومن جاءني يوم القيامة بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبدي ورسولي دخل الجنة وإن