صفحة رقم ١٧٧
القرآن يتبع بعضها بعضاً، وقيل بينا لكفار مكة بما في القرآن من أخبار الأمم الخالية كيف عذبوا بتكذيبهم، وقيل وصلنا لهم خبر الدنيا بخبر الآخرة حتى كأنهم عاينوا الآخرة في الدنيا ) لعلهم يتذكرون ( أي يتعظون ) الذين آتيناهم الكتاب من قبلة ( أي من قبل محمد ( ﷺ ) وقيل من قبل القرآن ) هم به يؤمنون ( نزلت في مؤمني أهل الكتاب عبد الله بن سلام وأصحابه وقيل بل هم أهل الإنجيل الذين قدموا من الحبشة وآمنوا بالنبيّ ( ﷺ ) وهم أربعون رجلاً قدموا مع جعفر بن أبي طالب فلما رأوا ما بالمسلمين من الحاجة والخاصة قالوا : يا رسول الله إن لنا أموالاً فإن أذنت لنا انصرفنا فجئنا بأموالنا فواسينا بها المسلمين فأذن لهم فانصرفوا فأتوا فواسوا بها المسلمين.
فنزلت هذه الآيات إلى قوله ) ومما رزقناهم ينفقون ( " وقال ابن عباس : نزلت في ثمانين من أهل الكتاب وأربعون من نجران واثنان وثلاثون من الحبشة وثمانية من الشام ثم وصفهم الله تعالى فقال ) وإذا يتلى عليهم ( يعني القرآن ) قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا ( وذلك أن ذكر النبي ( ﷺ ) كان مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل ) إنا كنا من قبله مسلمين ( أي من قبل القرآن مخلصين لله التوحيد ومؤمنين بمحمد ( ﷺ ) إنه نبي حق.
القصص :( ٥٤ - ٦١ ) أولئك يؤتون أجرهم...
" أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرؤون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا أو لم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا وكنا نحن الوارثين وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلو عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خير وأبقى أفلا تعقلون أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين " ( ) أولئك يؤتون أجرهم مرتين ( يعني بإيمانهم بالكتاب الأول والكتاب الآخر ) بما صبروا ( أي على دينهم وعلى أذى المشركين
( ق ) عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( ﷺ ) :( ثلاثة لهم أجران رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد ( ﷺ ) والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه ورجل كانت عنده أمة يطؤها فأدبها فأحسن تأديبها وعلمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها ثم تزوجها فله أجران ) ) ويدرؤون بالحسنة السيئة ( قال ابن عباس : يدفعون بشهادة أن لا إله إلا الله وقيل يدفعون ما سمعوا من أذى المشركين وشتمهم بالصفح والعفو ) ومما رزقناهم ينفقون ( أي في الطاعة ) وإذ سمعوا اللغو ( أي القول القبيح ) أعرضوا عنه ( وذلك أن المشركين كانوا يسبون مؤمني أهل


الصفحة التالية
Icon