صفحة رقم ١٨١
في الدنيا من الكذب على الله.
القصص :( ٧٦ - ٧٩ ) إن قارون كان...
" إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين قال إنما أوتيته على علم عندي أو لم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم " ( قوله عز وجل :( إن قارون كان من قوم موسى ( قيل كان ابن عم موسى لأنه قارون بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب وموسى بن عمران بن قاهث.
وقيل كان عم موسى ولم يكن في بني إسرائيل أقرأ منه للتوراة ولكنه نافق كما نافق السامري ) فبغى عليهم ( قيل كان عاملاً لفرعون على بني إسرائيل فظلمهم وبغى عليهم وقيل بغى عليهم بكثرة ماله وقيل زاد في طول ثيابه شراً
( ق ) عن ابن عمر أن رسول الله ( ﷺ ) قال :( لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر ثيابه خيلاء ) أخرجاه في الصحيحين وقيل بغى عليهم بالكبر والعلو ) وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه ( جمع مفتح وهو الذي يفتح به الباب وقيل مفاتحه يعني خزائنه ) لتنوء بالعصبة أولي القوة ( معناه لثقلهم وتميل بهم إذا حملوها لتثقلها.
قيل العصبة ما بين العشرة إلى الخمسة عشر وقال ابن عباس : ما بين الثلاثة إلى العشرة وقيل إلى الأربعين.
وقيل إلى السبعين قال ابن عباس : كان يحمل مفاتيحه أربعون رجلاً أقوى ما يكون من الرجال وقيل كان قارون أينما ذهب تحمل معه مفاتيح كنوزه وكانت من حديد فلما كثرت وثقلت عليه جعلها من خشب فثقلت لجعلها من جلود البقر كل مفتاح على قدر الأصبح وكانت تحمل معه إذا ركب على أربعين بغلاً ) إذ قال له قومه لا تفرح ( يعني لا تبطر ولا تأشر ولا تمرح ) إن الله لا يحب الفرحين ( يعني الأشرين البطرين الذين لا يشكرون الله على ما أعطاهم قيل إنه لا يفرح بالدنيا إلا من رضي بها واطمأن إليها فأما من يعلم أنه سيفارق الدنيا عن قريب لم يفرح ولقد أحسن من قال :
أشد الغم عندي في سرور
تيقن عنه صاحبه انتقالا
) وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ( يعني اطلب فيما أعطاك الله من الأموال الجنة وهو أن تقوم بشكر الله فيما أنعم عليك وتنفقه في رضا الله ) ولا تنس نصيبك من الدنيا ( أي لا تترك أن تعمل في الدنيا للآخرة حتى تنجو من العذاب لأن حقيقة نصيب الإنسان من الدنيا أن يعمل فيها للآخرة بالصدقة وصلة الرحم وقيل لا تنسى صحتك وقوتك وشبابك وغناك أن تطلب بها الآخرة.
عن عمر بن ميمون الأزدي قال : قال رسول الله ( ﷺ ) لرجل وهو يعظه :( اغتنم خمساً قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل


الصفحة التالية
Icon