صفحة رقم ١٩١
ولا من في السماء بمعجزين والمعنى أنه لا يعجزه أهل الأرض في الأرض ولا أهل السماء في السماء وقيل معنى قوله ولا في السماء لو كنتم فيها ) وما لكم من دون الله من ولي ( أي يمنعكم مني ) ولا نصير ( أي ينصركم من عذابي ) والذين كفروا بآيات الله ( يعني القرآن ) ولقائه ( أي البعث ) أولئك يئسوا من رحمتي ( يعني الجنة ) وأولئك لهم عذاب أليم ( فهذا آخر الآيات في تذكير أهل مكة ثم عاد إلى قصة إبراهيم عليه السلام فقال تعالى ) فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو احرقوه ( قال ذلك بعضهم لبعض وقيل قال الرؤساء للأتباع ) اقتلوه أو حرقوه ( ) فأنجاه الله من النار ( أي بأن جعلها برداً وسلاماً قيل إن في ذلك اليوم لم ينتفع أحد بنار ) إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون ( يصدقون ) وقال ( يعني إبراهيم لقومه ) إنما اتخذتم من دون الله أوثاناً مودة بينكم في الحياة الدنيا ( أي ثم تنقطع ولا تنفع في الآخرة وقيل معناه إنكم تتوادون على عبادتها وتتواصلون عليها في الدنيا ) ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضاً ( تتبرأ الأوثان من عابديها وتتبرأ القادة من الأتباع ويلعن الأتباع القادة ) ومأواكم النار ( يعني العابدين والمعبودين جميعاً ) وما لكم من ناصرين ( أي مانعين من عذابه ) فآمن له لوط ( أي صدقه برسالته لما رأى معجزاته وهو أو من صدق إبراهيم وأما في أصل التوحيد فإنه كان مؤمناً لأن الأنبياء لا يتصور فيهم الكفر ) وقال ( يعني إبراهيم ) إني مهاجر إلى ربي ( إلى حيث أمرني ربي فهاجر من كوثى وهي من سواد الكوفة إلى حران ثم هاجر إلى الشام ومعه لوط وامرأته سارة وهو أول من هاجر إلى الله تعالى وترك بلده وسار إلى حيث أمره الله بالمهاجرة إليه.
قيل هاجر وهو ابن خمس وسبعين سنة ) إنه هو العزيز ( أي الذي لا يغلب والذي يمنعني من أعدائي ) الحكيم ( الذي لا يأمرني إلا بما يصلحني.
قوله تعالى ) ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب ( يقال إن الله تعالى لم يبعث نبياً بعد إبراهيم إلا من نسله ) وآتيناه أجره في الدنيا ( هو الثناء الحسن فكل أهل الأديان يتولونه ويحبونه ويحبون الصلاة عليه والذرية الطيبة والنبوة


الصفحة التالية
Icon