صفحة رقم ١٩٢
من نسله هذا له في الدنيا ) وإنه في الآخرة لمن الصالحين ( أي في زمرة الصالحين قال ابن عباس مثل آدم ونوح.
قوله عز وجل ) ولوطاً إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ( أي الفعلة القبيحة ) ما سبقكم بها من أحد من العالمين ( أي لم يفعلها أحد من قبلكم ثم فسر الفاحشة فقال ) أئنكم لتأتون الرجال ( يعني أنكم تقضون الشهوة من الرجال ) وتقطعون السبيل ( وذلك أنهم كانوا يأتون الفاحشة بمن مر بهم من المسافرين فترك الناس الممر بهم لأجل ذلك وقيل معناه تقطعون سبيل النسل بإيثار الرجال على النساء ) وتأتون في ناديكم المنكر ( أي مجالسكم والنادي مجلس القوم ومتحدثهم عن أم هانىء بنت أبي طالب عن النبي صلى الله عليه سلم في قوله وتأتون في ناديكم المنكر قال ( كانوا يحذفون أهل الأرض ويسخرون منهم ) أخرجه الترمذي وقال حديث حسن غريب الحذف هو رمي الحصى بين الأصابع قيل إنهم كانوا يجلسون في مجالسهم وعند كل رجل منهم قصعة فيها حصى فإذا مر بهم عابر سبيل حذفوه فأيهم أصابه قال : أنا أولى به وقيل : إنه كان يأخذ ما معه وينكحه ويغرمه ثلاثة دراهم وقيل إنهم كانوا يجامعون بعضهم بعضاً في مجالسهم وقيل إنهم كانوا يتضارطون في مجالسهم وعن عبدالله بن سلام كان يبزق بعضهم على بعض.
وقيل كان أخلاق قوم لوط مضغ العلك وتطريف الأصابع بالحناء وحل الإزار والصفير والحذف والرمي بالجلاهق واللوطية ) فما كان جواب قومه ( أي لما أنكر عليهم لوط ما يأتونه من القبائح ) إلا أن قالوا ( أي استهزاء ) ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين ( أي إن العذاب نازل بنا.
العنكبوت :( ٣٠ - ٤٠ ) قال رب انصرني...
" قال رب انصرني على القوم المفسدين ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكو أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين قال إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين ولما أن جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا وقالوا لا تخف ولا تحزن إنا منجوك وأهلك إلا امرأتك كانت من الغابرين إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء بما كانوا يفسقون ولقد تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون وإلى مدين أخاهم شعيبا فقال يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر ولا تعثوا في الأرض مفسدين فكذبوه فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين وعادا وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " ( ) قال رب انصرني على القوم المفسدين ( أي بتحقيق قولي إن العذاب نازل بهم.
قوله عز وجل ) ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى ( أي من الله بإسحاق ويعقوب ) قالوا إنا مهلكو أهل هذه القرية ( أي قوم لوط والقرية سدوم ) إن أهلها كانوا ظالمين قال ( يعني إبراهيم إشفاقاً على لوط وليعلم حاله ) إن فيها لوطاً قالوا ( أي قالت الملائكة ) نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين ( أي من الباقين في العذاب ) ولما أن جاءت رسلنا لوطاً سيء بهم ( أي ظنهم من الإنس فخاف عليهم ومعناه أنه جاءه ما ساءه ) وضاق بهم ذرعاً ( أي عجز عن تدبير أمرهم فحزن لذلك ) وقالوا لا تخف ( أي من قومك ) ولا تحزن ( علينا ) إنا منجوك وأهلك ( أي إنا مهلكوهم ومنجوك وأهلك