صفحة رقم ١٩٣
) إلا امرأتك كانت من الغابرين إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزاً ( أي عذاباً ) من السماء ( قيل هو الخسف والحصب بالحجارة ) بما كانوا يفسقون ولقد تركنا منها ( أي من قريات لوط ) آية بينة ( أي عبرة ظاهرة ) لقوم يعقلون ( يعني أفلا يتدبرون الآيات تدبر ذوي العقول قال ابن عباس الآية البينة آثار منازلهم الخربة وقيل هي الحجارة التي أهلكوا بها أبقاها الله حتى أدركها أوائل هذه الأمة.
وقيل هي ظهور الماء الأسود على وجه الأرض.
قوله تعالى ) وإلى مدين ( أي وأرسلنا إلى مدين ؛ ومدين اسم رجل وقيل اسم المدينة ؛ فعلى القول الأول يكون المعنى وأرسلنا إلى ذرية مدين وأولاده ؛ وعلى القول الثاني وأرسلنا إلى أهل مدين ) أخاهم شعيباً فقال يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخرة ( أي افعلوا فعل من يرجو اليوم الآخر وقيل معناه اخشوا اليوم الآخر وخافوه ) ولا تعثوا في الأرض مفسدين فكذبه فأخذتهم الرجفة ( أي الزلزلة وذلك أن جبريل صاح فرجفت الأرض رجفة ) فأصبحوا في دارهم جاثمين ( أي باركين على الركب ميتين ) وعاداً وثمود ( أي وأهلكنا عاداً وثمود ) وقد تبين لكم ( يا أهل مكة ) من مساكنهم ( أي منازلهم بالحجر واليمن ) وزين لهم الشيطان أعمالهم ( أي عبادتهم لغير الله ) فصدهم عن السبيل ( أي عن سبيل الحق ) وكانوا مستبصرين ( أي عقلاء ذوي بصائر.
وقيل كانوا معجبين في دينهم وضلالتهم يحسبون أنهم على هدى وهم على باطل وضلالة والمعنى أنهم كانوا عند أنفسهم مستبصرين ) وقارون وفرعون وهامان ( أي أهلكنا هؤلاء ) ولقد جاءهم موسى بالبينات ( أي بالدلالات الواضحات ) فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين ( أي فائتين من عذابنا ) فكلاًّ أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً ( وهم قوم لوط رموا بالحصباء وهي الحصى الصغار ) ومنهم من أخذته الصيحة ( يعني ثمود ) ومنهم من خسفنا به الأرض ( يعني قارون وأصحابه ) ومنهم من أغرقنا ( يعني قوم نوح وفرعون وقومه ) وما كان الله ليظلمهم ( أي بالهلاك ) ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ( أي بالإشراك.
العنكبوت :( ٤١ - ٤٥ ) مثل الذين اتخذوا...
" مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء وهو العزيز الحكيم وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون خلق الله السماوات والأرض بالحق إن في ذلك لآية للمؤمنين اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون " ( قوله تعالى :( مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء ( يعني الأصنام يرجون نصرها ونفعها ) كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً ( لنفسها تأوي إليه وإن بيتها في غاية الضعف والوهن لا يدفع عنها حراً ولا برداً فكذلك الأوثان لا تملك لعابدها نفعاً ولا ضراً.
وقيل معنى هذا المثل أن المشرك الذي يعبد الأصنام بالقياس إلى المؤمن الذي يعبد الله مثل العنكبوت تتخذ بيتاً من نسجها بالإضافة إلى رجل بنى بيتاً بآجر وجص


الصفحة التالية
Icon