صفحة رقم ١٩٦
ولذكر الله أكبر أي لن تبقى معه معصية ) والله يعلم ما تصنعون ( يعني لا يخفى عليه شيء من أمركم.
العنكبوت :( ٤٦ - ٥٣ ) ولا تجادلوا أهل...
" ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون وكذلك أنزلنا إليك الكتاب فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به ومن هؤلاء من يؤمن به وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا يعلم ما في السماوات والأرض والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون " ( قوله عز وجل :( ولا تجادلوا أهل الكتاب ( أي ولا تخاصموهم ) إلا بالتي هي أحسن ( أي القرآن والدعاء إلى الله بآياته والتنبيه على حججه وأراد بهم من قبل الجزية منهم ) إلا الذين ظلموا منهم ( يعني أبوا أن يعطوا الجزية ونصبوا الحرب فافجؤوهم بالسيف حتى يسلموا أو يعطوا الجزية ومعنى الآية إلا الذين ظلموكم لأن جميعهم ظالم بالكفر وقيل هم أهل الحرب ومن لا عهد له.
وقيل الآية منسوخة بآية السيف ) وقولوا ( أي للذين قبلوا الجزية إذا حدثوكم بشيء مما في كتبكم ) آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون (
( خ ) عن أبي هريرة قال كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربيه لأهل الإسلام فقال النبي صلى الله عليه سلم :( لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا ) الآية.
قوله عز وجل ) وكذلك ( أي كما أنزلنا إليهم الكتاب ) أنزلنا إليك الكتاب فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به ( يعني مؤمني أهل الكتاب كعبدالله بن سلام وأصحابه ) ومن هؤلاء ( يعني أهل مكة ) من يؤمن به وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون ( وذلك أن اليهود عرفوا أن رسول الله ( ﷺ ) نبي والقرآن حق فجحدوا والجحود إنما يكون بعد المعرفة ) وما كنت تتلو ( يا محمد ) من قبله من كتاب ( معناه من كتب أي من قبل ما أنزلنا إليك الكتاب ) ولا تخطه بيمينك ( يعني ولا تكتبه والمعنى لم تكن تقرأ ولم تكتب قبل الوحي ) إذاً لارتاب المبطلون ( معناه لو كنت تكتب أو تقرأ قبل الوحي إليك لارتاب المشركون من أهل مكة، وقالوا إنه يقرأه من كتب الأولين أو ينسخه منها


الصفحة التالية
Icon