صفحة رقم ١٩٧
وقيل المبطلون هم اليهود ومعناه أنهم إذاً لشكوا فيه واتهموك وقالوا إن الذي نجد نعته في التوراة لا يقرأ ولا يكتب وليس هذا على ذلك النعت ) بل هو آيات بينات ( يعني القرآن ) في صدور الذين أوتوا العلم ( يعني المؤمنين الذي حملوا القرآن وقال ابن عباس يعني محمداً ( ﷺ ) ذو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم من أهل الكتاب لأنهم يجدون نعته وصفته في كتبهم ) وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون ( يعني اليهود ) وقالوا ( يعني كفار مكة ) لولا أنزل عليه آية من ربه ( أي كما أنزل على الأنبياء من قبل وقيل : أراد بالآيات معجزات الأنبياء مثل ناقة صالح ومائدة عيسى ونحو ذلك ) قل إنما الآيات عند الله ( أي هو القادر على إنزالها إن شاء أنزلها ) وإنما أنا نذير مبين ( إي إنما كلفت الإنذار وليس إنزال الآيات بيدي ) أولم يكفهم أنا أنزلنا ( هذا جواب لقولهم لولا أنزل عليه آية من ربه قال أول يكفهم أن أنزلنا ) عليكم الكتاب يتلى عليهم ( معناه أن القرآن معجزة أتم من معجزة من تقدم من الأنبياء لأن معجزة القرآن تدوم على ممر الدهور والزمان ثابتة لا تضمحل كما نزول كل آية بعد كونها ) إن في ذلك ( يعني القرآن ) لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون ( أي تذكيراً وعظة لمن آمن به وعمل صالحاً ) قل كفى بالله بيني وبينكم شهيداً ( قال ابن عباس معناه يشهد لي أني رسوله والقرآن كتابه ويشهد عليكم بالتكذيب، وشهادة الله إثبات المعجزة له بإنزال الكتاب عليه ) يعلم ما في السموات والأرض ( أي هو المطلع على أمري وأمركم ويعلم حقي وباطلكم لا تخفى عليه خافية ) والذين آمنوا بالباطل ( قال ابن عباس : بغير الله وقيل بعبادة الشيطان وقيل بما سوى الله لأن ما سوى الله باطل ) وكفروا بالله (.
فإن قلت من آمن بالباطل فقد كفر بالله فهل لهذا العطف فائدة غير التأكيد.
قلت نعم فائدته أن ذكر الثاني لبيان قبح الأول فهو كقول القائل أتقول الباطل وتترك الحق لبيان أن الباطل قبيح ) أولئك هم الخاسرون ( أي المغبونون في صفقتهم حيث اشتروا الكفر بالإيمان.
قوله عز وجل ) ويستعجلونك بالعذاب ( نزلت في النضر بن الحارث حيث قال ) فأمطر علينا حجارة من السماء ( ) ولولا أجل مسمى ( قال ابن عباس ما وعدتك أني لا أعذب قومك ولا أستأصلهم وأؤخر عذابهم إلى يوم القيامة وقيل مدة أعمارهم لأنهم إذا ماتوا صاروا إلى العذاب وقيل يوم بدر ) لجاءهم العذاب وليأتينهم ( يعني العذاب، وقيل الأجل ) بغتة وهم لا يشعرون ( بإتيانه.
العنكبوت :( ٥٤ - ٦٠ ) يستعجلونك بالعذاب وإن...
" يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم


الصفحة التالية
Icon