صفحة رقم ٢١٨
ظاهرة وباطنة ( قال ابن عباس النعمة الظاهرة الإسلام والقرآن والباطنة ما ستر عليكم من الذنوب ولم يعجل عليكم بالنقمة ؛ وقيل الظاهرة تسوية الأعضاء وحسن الصورة والباطنة الإعتقاد بالقلب وقيل الظاهرة الرزق والباطنة حسن الخلق وقيل الظاهرة تخفيف الشرائع والباطنة الشفاعة وقيل الظاهرة ظهور الإسلام والنصر على الأعداء والباطنة الامداد بالملائكة وقيل الظاهرة اتباع الرسول والباطنة محبته ) ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ( نزلت في النضر بن الحارث وأبي بن خلف وأمية بن خلف وأشباههم كانوا يجادلون النبي صلى الله عليه سلم في الله وفي صفاته بغير علم ) ولا هدى ولا كتاب منير (.
لقمان :( ٢١ - ٣٢ ) وإذا قيل لهم...
" وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون لله ما في السماوات والأرض إن الله هو الغني الحميد ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة إن الله سميع بصير ألم تر أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمى وأن الله بما تعملون خبير ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلي الكبير ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمة الله ليريكم من آياته إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور " ( ) وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه أباءنا ( قال الله تعالى ) أولو كان الشيطان يدعوهم ( معناه أفيتبعونهم وإن كان الشيطان يدعوهم ) إلى عذاب السعير ( قوله عز وجل ) ومن يسلم وجهه إلى الله ( أي يخلص لله دينه ويفوض إليه أمره ) وهو محسن ( أي في عمله ) فقد استمسك بالعروة الوثقى ( أي اعتصم بالعهد الأوثق الذي لا يخلف عهده ولا يخاف انقطاعه ويرتقي بسببه إلى أعلى المراتب والغايات ) وإلى الله عاقبة الأمور ( أي مصير جميع الأشياء إليه ) ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور ( أي لا يخفى عليه سرهم وعلانيتهم.
قوله تعالى ) نمتعهم قليلاً ( أي نمهلهم ليتمتعوا بنعيم الدنيا إلى انقضاء آجالهم ) ثم نضطرهم ( أي نلجئهم ونردهم ) إلى عذاب غليظ ( إلى النار في الآخرة ) ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله قل الحمد الله بل أكثرهم لا يعلمون لله ما في السموات والأرض إن الله هو الغني الحميد ( تقدم تفسيره.
قوله تعالى ) ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام ( قال المفسرون لما نزلت بمكة ) ويسألونك عن الروح ( " الآية وهاجر رسول الله ( ﷺ ) إلى المدينة أتاه أحبار اليهود وقالوا ( يا محمد بلغنا أنك تقول ) وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ( أتعنينا أم قومك فقال عليه الصلاة والسلام كلا قد عنيت قالوا ألست تتلو فيما جاءك أنا أوتينا التوراة فيها علم كل شيء فقال رسول الله ( ﷺ ) هي في علم الله قليل وقد أتاكم الله بما إن علمتم به انتفعتم به قالوا كيف تزعم هذا وأنت تقول ) ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً ( فكيف يجتمع علم قليل مع خير كثير ) فأنزل الله هذه الآية فعلى هذا تكون