صفحة رقم ٢٣٢
وقيل في معنى الآية لا توارث بين المسلم والكافر ولا بين المهاجر وغير المهاجر ) في كتاب الله ( أي في حكم الله ) من المؤمنين ( الذين آخى رسول الله صلى الله عليه سلم بينهم ) والمهاجرين ( يعني أن ذوي القرابات أولى بعضهم ببعض فنسخت هذه الآية الموارثة بالمؤاخاة والهجرة وصارت الموارثة بينهم بالقرابة ) إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفاً ( يعني الوصية للذين يتولونه من المعاقدين، وذلك أن الله تعالى لما نسخ التوارث بالخلف والإخاء والهجرة، أباح أن يوصي لمن يتولاه بما أحب من ثلث ماله، وقيل أراد بالمعروف النصر وحفظ الحرمة بحق الإيمان والهجرة، وقيل معناه إلا أن توصوا إلى قرابتكم بشيء وإن كانوا من غير أهل الإيمان والهجرة ) كان ذلك ( أي الذي ذكر من أن أولي الأرحام بعضهم أولى ببعض ) في الكتاب ( أي في اللوح المحفوظ وقيل في التوراة ) مسطوراً ( أي مكتوباً مثبتاً.
الأحزاب :( ٧ - ٩ ) وإذ أخذنا من...
" وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا ليسأل الصادقين عن صدقهم وأعد للكافرين عذابا أليما يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا " ( قوله تعالى :( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ( أي على الوفاء بما حلموا وأن يصدق بعضهم بعضاً ويبشر بعضهم ببعض، وقيل على أن يعبدوا الله ويدعوا الناس إلى عبادته وينصحوا لقومهم ) ومنك ( يعني محمد ) ومن نوح وأبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم ( خص هؤلاء الخمسة بالذكر من بين النبيين لأنهم أصحاب الكتب والشرائع وأولوا العزم من الرسل، وقدم النبي ( ﷺ ) في الذكر تشريفاً له وتفضيلاً.
لما روى البغوي بإسناد الثعلبي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه سلم قال ( كنت أول النبيين في الخلق وآخرهم بالبعث ) قال قتادة وذلك قول الله ) وإذا أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح ( فبدأ به ( ﷺ ) ) وأخذنا منهم ميثاقاً غليظاً ( أي عهداً شديداً على الوفاء بما حملوا من تبليغ الرسالة ) ليسأل الصادقين عن صدقهم ( يعني أخذ ميثاقهم لكي يسأل الصادقين يعني النبيين عن تبليغهم الرسالة والحكمة في سؤالهم مع علمه سبحانه وتعالى صادقون تبكيت من أرسلوا إليهم وقيل ليسأل الصادقين عن صدقهم عن عملهم لله عز وجل


الصفحة التالية
Icon