صفحة رقم ٢٤٢
بن اليمان يا أبا عبد الله رأيتم رسول الله ( ﷺ ) وصحبتموه قال نعم يا ابن أخي.
قال : كيف كنتم تصنعون قال والله لقد كنا نجهد.
قال الفتى والله لو أدركناه ما تركناه يمشي على الأرض ولحملناه على أعناقنا ولخدمناه وفعلنا معه وفعلنا فقال حذيفة : يا ابن أخي لقد رأيتني ليلة الأحزاب مع رسول الله ( ﷺ ) فقال ( من يذهب إلى هؤلاء القوم فيأتنا بخبرهم أدخله الله الجنة ) فما قام منا رجل ثم صلى رسول الله ( ﷺ ) هوناً من الليل ثم التفت إلينا فقال مثله فسكت القوم وما قام منا رجل ثم صلى رسول الله ( ﷺ ) هوناً من الليل ثم إلتفت إلينا فقال :( هل من رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم على أن يكون رفيقي في الجنة ) ؟ فما قام رجل من شدة الخوف وشدة الجوع وشدة البرد فلما لم يقم أحد دعاني رسول الله ( ﷺ ) فقال يا حذيفة ولم يكن لي بد من القيام حين دعاني رسول الله ( ﷺ ) فقلت : لبيك يا رسول الله، وقمت حتى أتيته فأخذني بيدي ومسح رأسي ووجهي ثم قال ( ائت هؤلاء القوم حتى تأتيني بخبرهم ولا تحدثن شيئاً حتى ترجع إلي.
ثم قال : اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته ) فأخذت سهمي وشددت على أسلابي انطلقت أمشي نحوهم كأنما أمشي في حمام فذهبت فدخلت في القوم وقد أرسل الله عليهم ريحاً وجنوداً وجنود الله تفعل بهم ما تفعل لا تقر لهم قدراً ولا ناراً ولا بناء قال وأبو سفيان قاعد يصطلي فأخذت سهماً فوضعته في كبد قوسي فأردت أن أرميه ولو رميته لأصبته فذكرت قول رسول الله ( ﷺ ) لا تحدثن حدثاً حتى ترجع، فرددت سهمي في كنانتي، فلما رأى أبو سفيان ما تفعل الريح وجنود الله بهم لا تقر لهم قدراً ولا ناراً ولا بناء قام فقال يا معشر قريش ليأخذ كل منكم بيد جليسه فلينظر من هو ؟ فأخذت بيد جليسي فقلت : من أنت ؟ ؟ فقال سبحان الله أما تعرفني أنا فلان بن فلان من هوازن فقال أبو سفيان يا معشر قريش إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام لقد هلك الكراع والخف وأخلفتنا بني قريظة وبلغنا عنه الذي نكره ولقينا من هذه الريح ما ترون فارتحلوا فإني مرتحل : ثم قال إلى جمله وهو معقول فجلس عليه ثم ضربه فوثب على ثلاث فما أطلق عقاله إلا وهو قائم.
وسمعت غطفان بما فعلت قريش فاستمروا راجعين إلى بلادهم.
قال : فرجعت إلى رسول الله ( ﷺ ) كأني أمشي في حمام فأتيته وهو قائم يصلي فلما سلم أخبرته فضحك حتى بدت أنيابه في سواد الليل، فلما أخبرته وفرغت قررت وذهب عني الدفء فأدفأني النبي ( ﷺ ) فأنامني عند رجليه وألقى عليَّ طرف ثوبه وألصق صدري ببطن قدميه، فلم أزل نائماً حتى أصبحت فلما أصبحت، قال : قم يا نومان.
الأحزاب :( ١٠ ) إذ جاؤوكم من...
" إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا " ( قوله عز وجل :( إذ جاؤوكم من فوقكم ( أي من فوق الوادي من قبل المشرق وهم أسد وغطفان وعليهم مالك بن عوف النصري وعيينة بن حصن الفزاري في ألف من غطفان ومعهم طليحة بن خويلد الأسدي في بني أسد وحيي بن أخطب في يهود قريظة ) ومن أسفل منكم ( يعني من بطن الوادي من قبل المغرب وهم قريش وكنانة عليهم أبو سفيان بن حرب من قريش ومن تبعه، وأبو الأعور عمرو بن سفيان السلمي من قبل الخندق وكان الذي جر غزوة الخندق فيما قيل إجلاء رسول الله ( ﷺ ) بني النضير من ديارهم ) وإذا زاغت الأبصار ( أي مالت وشخصت من الرعب وقيل مالت عن كل شيء فلم تنظر إلى عدوها ) وبلغت القلوب الحناجر ( أي زالت عن أماكنها


الصفحة التالية
Icon