صفحة رقم ٢٥١
وأموالهم وأرضا لم تطؤوها وكان الله على كل شيء قديرا يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما " ( ) وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضاً لم تطؤوها ( يعني بعد قيل هي خيبر ويقال إنها مكة وقيل فارس والروم وقيل هي كل أرض تفتح على المسلمين إلى يوم القيامة ) وكان الله على كل شيء قديراً (.
قيل كانت في آخر ذي القعدة سنة خمس
. وعلى قول البخاري المتقدم في غزوة الخندق عن موسى بن عقبة أنها كانت في سنة أربع.
قال العلماء بالسير إن رسول الله ( ﷺ ) لما أصبح في الليلة التي انصرف الأحزاب راجعين إلى بلادهم انصرف ( ﷺ ) والمؤمنون عن الخندق إلى المدينة ووضعوا السلاح، فلما كان الظهر أتى جبريل عليه السلام رسول الله ( ﷺ ) متعمماً بعمامة من إستبرق على بغلة بيضاء عليها رحالة وعليها من قطيفة من ديباج، ورسول الله ( ﷺ ) عند زينب بنت جحش وهي تغسل رأسه وقد غسلت شقه فقال جبريل يا رسول الله قد وضعت السلاح ؟ قال :( نعم قال : جبريل عفا الله عنك ما وضعت الملائكة السلاح منذ أربعين ليلة وما رجعت الآن إلا من طلب القوم ) وروى أنه كان الغبار على وجه جبريل وفرسه فجعل النبي ( ﷺ ) يمسح الغبار عن وجهه ووجه فرسه فقال إن الله تعالى يأمرك بالمسير إلى بني قريظة وأنا عامد إلى بني قريظة فانهز إليهم فإني قد قطعت أوتارهم وفتحت أبوابهم وتركتهم في زلزال وبلبال، فأمر النبي ( ﷺ ) منادياً فأذن أن من كان سامعاً مطيعاً فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة، وقدم رسول الله ( ﷺ ) علي بن أبي طالب برايته إليهم وابتدرهم الناس، وسار علي حتى إذا دنا من الحصون سمع منها مقالة قبيحة لرسول الله ( ﷺ ) فرجع حتى لقي رسول الله ( ﷺ ) بالطريق فقال : يا رسول الله لا عليك أن لا تدنو من هؤلاء الأخابث.
قال :( أظنك سمعت لي منهم أذى قال : نعم يا رسول الله قال : لو قد رأوني لم يقولوا من ذلك شيئاً فلما دنا رسول الله ( ﷺ ) من حصونهم قال ) يا أخوان القردة قد أخزاكم الله وأنزل بكم نقمته (.
قالوا : يا أبا القاسم ما كنت جهولاً ؛ ومر رسول الله ( ﷺ ) على أصحابه بالصورين قبل أن يصل إلى بني قريظة فقال ) هل مر بكم أحد ؟ ( فقالوا : يا رسول الله مر بنا دحية بن خليفة على بغلة بيضاء عليها رحاله وعليها قطيفة ديباج.
فقال ( ﷺ ) ) ذاك جبريل عليه السلام بعث إلى بني قريظة يزلزل بهم حصونهم ويقذف الرعب في قلوبهم فلما أتى رسول الله ( ﷺ ) بني قريظة نزل على بئر من آبارها في ناحية أموالهم وتلاحق به الناس فأتاه رحال بعد صلاة العشاء الأخيرة ولم يصلوا العصر لقول النبي ( ﷺ ) ( لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة ) ( فصلو العصر بها بعد العشاء الأخيرة فما عابهم الله بذلك ولا عنفهم به رسول الله ( ﷺ ) قال العلماء : حاصرهم رسول الله ( ﷺ ) خمساً وعشرين ليلة حتى جهدهم الحصار، وقذف الله في قلوبهم الرعب كان حيي بن أخطب دخل على بني قريظة حصنهم حين رجعت عنهم قريش وغطفان ووفى لكعب بن أسد بما كان عاهده، فلما أيقنوا أن رسول الله ( ﷺ ) غير منصرف عنهم حتى يناجزهم قال كعب بن أسد يا معشر يهود إنكم قد نزل من الأمر ما ترون وإني عارض عليكم خلالاً ثلاثاً فخذوا أيها شئتم.
قالوا : وما هن ؟ قال نتابع هذا الرجل ونصدقه فوالله لقد تبين لكم أنه نبي مرسل وأنه الذي تجدونه في كتابكم فتؤمنون على دياركم وأموالكم وأبنائكم ونسائكم.
فقالوا :