صفحة رقم ٢٥٥
إني لأعرف بكاء عمر وبكاء أبي بكر وإني لفي حجرتي.
قالت : وكانوا كما قال الله تعالى ) رحماء بينهم ( ) خ ) عن سلمان بن صرد قال : سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقول حين أجلى الأحزاب ( الآن نغزوهم ولا يغزوننا نحن نسير إليهم )
( ق ) عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه سلم كان يقول ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له أعز جنده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده فلا شيء بعده ).
قوله تعالى ) يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن ( أي متعة الطلاق ) وأسرحكن سراحاً جميلاً ( أي من غير ضرر ) وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجراً عظيماً ( سبب نزول هذه الآية أن نساء النبي ( ﷺ ) سألنه من عرض الدنيا شيئاً وطلبن منه زيادة في النفقة وآذينه بغيرة بعضهن على بعض فهجرهن رسول الله ( ﷺ ) وآلى أن لا يقربهن شهراً، ولم يخرج إلى أصحابه فقالوا ما شأنه وكانوا يقولون طلق الله رسول الله ( ﷺ ) نساءه.
فقال عمر : لأعلمن لكم شأنه قال فدخلت على رسول الله ( ﷺ ) فقلت :( يا رسول الله أطلقتهن قال :( لا ( قلت : يا رسول الله إني دخلت المسجد والمسلمون يقولون طلق رسول الله ( ﷺ ) نساءه أفأنزل فأخبرهم أنك لم تطلقهن.
قال :( نعم إن شئت ( فقمت على باب المسجد وناديت بأعلى صوتي لم يطلق رسول الله ( ﷺ ) نساءه ونزلت هذه الآية ) ولو رده إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ( فكنت أنا استنبطت هذا الأمر ) وأنزل الله آية التخيير وكان تحت رسول الله ( ﷺ ) تسع نسوة خمسة من قريش وهو : عائشة بنت أبي بكر وحفصة بنت عمر وأم حبيبة بنت أبي سفيان وأم سلمة بنت أبي أمية وسودة بنت زمعة، وأربع من غير قرشيات وهن زينب بن جحش الأسدية وميمونة بنت الحارث الهلالية وصفية بنت حيي بن أخطب الخيبرية وجويرية بنت الحارث المصطلقية، فلما نزلت آية التخيير بدأ رسول الله ( ﷺ ) بعائشة، وكانت أحبهن إليه فخيرها وقرأ عليها فاختارت الله ورسوله والدار الآخرة فرؤي الفرح في وجه رسول الله ( ﷺ )، وتابعتها على ذلك فلما اخترن الله ورسوله شكرهن الله على ذلك وقصره عليهن


الصفحة التالية
Icon