صفحة رقم ٢٦٩
حكيم من بني سليم.
وقوله تعالى ) قد علمنا ما فرضنا عليهم ( أي أوجبنا على المؤمنين ) في أزواجهم ( أي من الأحكام وهو أن لايتزوجوا أكثر من أربع ولا يتزوجوا إلا بولي وشهود ومهر ) وما ملكت أيمانهم ( أي ما أوجبنا من الأحكام في ملك اليمين ) لكيلا يكون عليك حرج ( وهذا يرجع إلى أول الآية معناه أحللنا لك أزواجك وما ملكت يمينك والموهوبة لكي لا يكون عليك ضيق ) وكان الله غفوراً ( أي للواقع في الحرج ) رحيماً ( أي بالتوسعة على عباده.
الأحزاب :( ٥١ - ٥٢ ) ترجي من تشاء...
" ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك ذلك أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما آتيتهن كلهن والله يعلم ما في قلوبكم وكان الله عليما حليما لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك وكان الله على كل شيء رقيبا " ( قوله تعالى ) ترجي ( يعني تؤخر ) من تشاء منهن وتؤوي إليك ( أي تضم عليك ) من تشاء ( قيل هذا للقسم بينهن وذلك أن التسوية بينهن في القسم كانت واجبة عليه ( ﷺ )، فلما نزلت هذه الآية سقط عنه الوجوب وصار الاختيار إليه فيهن، وقيل نزلت هذه الآية حين غار بعض أمهات المؤمنين على النبي ( ﷺ ) وطلب بعضهن زيادة النفقة فهجرهن شهراً حتى نزلت آية التخيير فأمره الله تعالى أن يخيرهن فمن اختارت الدنيا فارقها، ويمسك من اختارت الله ورسوله على أنهن أمهات المؤمنين، لا ينحكهن أبداً وعلى أنه يؤوي إليه من يشاء منهن ويرجي من يشاء فيرضين به قسم لهن أو لم يقسم أو قسم لبعضهن، دون بعض، أو فضل بعضهن في النفقة والكسوة فيكون الأمر في ذلك إليه يفعل كيف يشاء وكان ذلك من خصائصه فرضين بذلك واخترنه على هذا الشرط.
واختلفوا في أنه هل أخرج أحداً منهن من القسم فقال بعضهم : لم يخرج أحداً بل كان ( ﷺ ) مع ما جعل الله له من ذلك يسوي بينهن في القسم، إلا سودة فإنها رضيت بترك حقها من القسم، وجعلت يومها لعائشة وقيل : أخرج بعضهن.
روي عن أبي رزين، قال : لما نزل التخيير أشفقن أن يطلقن فقلن يا نبي الله اجعل لنا من مالك ونفسك ما شئت، ودعنا على حالنا فأرجى رسول الله ( ﷺ ) بعضهن، وآوى إليه بعضهن فكان ممن آوى عليه عائشة وحفصة وأم سلمة وزينت، وكان يقسم بينهن سواء وأرجى منهن خمساً أم حبيبة وميمونة وسودة وجويرة وصفية، فكان يقسم لهن ما يشاء وقال ابن عباس تطلق من تشاء


الصفحة التالية
Icon