صفحة رقم ٢٧٠
منهن، وتمسك من تشاء وقال الحسن : تترك نكاح من شئت وتنكح من شئت من النساء قال وكان النبي ( ﷺ ) إذا خطب امرأة لم يكن لغيره خطبتها حتى يتركها رسول الله صلى الله وعليه وسلم وقيل تقبل من تشاء من المؤمنات اللاتي يهبن أنفسهن فتؤويها إليك وتترك من تشاء فلا تقبلها
( ق ) عن عروة قال : كانت خولة بنت حكيم من اللاتي، وهبن أنفسهن للنبي ( ﷺ ) فقالت عائشة أما تستحي المرأة أن تهب نفسها للرجل فلما نزلت ترجي من تشاء منهن قلت يا رسول الله ما أرى ربك إلا يسارع في هواك ) ومن ابتغيت ممن عزلت ( أي طلبت أن تؤدي إليك امرأة ممن عزلتهن عن القسمة ) فلا جناح عليك ( أي لا إثم عليك فأباح الله له ما ترك القسم، لهن، حتى إنه ليؤخر من يشاء منهن من نوبتها ويطأ من يشاء منهم في غير نوبتها ويرد إلى فراشه من عزل منهن، تفضيلاً له على سائر الرجال ) ذلك أدنى أن تقرأ أعينهن ولا يحزن ( أي ذلك التخيير الذي خبرتك في صحبتهن أقرب إلى رضاهن وأطيب لأنفسهن، وأقل لحزنهن إذا علمن أن ذلك من الله تعالى ) ويرضين بما آتيتهن ( أي أعطيتهن ) كلهن ( من تقريب وإرجاء وعزل وإيواء ) والله يعلم ما في قلوبكم ( أي من أمر النساء إلى بعضهن ) وكان الله عليماً ( أي مما في ضمائركم ) حليماً ( أي عنكم.
قوله تعالى ) لا يحل لك النساء من بعد ( أي من بعد هؤلاء التسع اللاتي اخترنك وذلك أن النبي ( ﷺ ) لما خيرهن فاخترن الله ورسوله شكر الله لهن ذلك وحرم عليه النساء سواهن، ونهاه عن تطليقهن وعن الاستبدال بهن، قاله ابن عباس : واختلفوا هل أبيح له النساء بعد ذلك فروي عن عائشة أنها قالت ( ما مات رسول الله ( ﷺ ) حتى أحل له النساء ) أخرجه الترمذي.
وقال حديث حسن صحيح، وللنسائي عنها ( حتى أحل له أن يتزوج من النساء ما يشاء ) وقال أنس ( مات رسول الله ( ﷺ ) على التحريم ) وقيل لأبي بن كعب لو مات نساء النبي ( ﷺ ) أكان يحل له أن يتزوج قال : وما يمنعه من ذلك قيل له قوله تعالى ) لا يحل لك النساء من بعد ( قال : إنما أحل له ضرباً من النساء فقال تعالى ) يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك ( " الآية ثم قال ) لا تحل لك النساء من بعد ( وقيل معنى الآية لا تحل لك اليهوديات ولا النصرانيات بعد المسلمات ) ولا أن تبدل بهن من أزواج (


الصفحة التالية
Icon