صفحة رقم ٢٨٧
في مسكنهم آية ( عن فروة بن مسيك المرادي قال :( لما أنزل في سبأ ما أنزل قال رجل يا رسول الله : وما سبأ أرض أو امرأة قال : ليس بأرض ولا امرأة ولكنه رجل ولد عشرة من العرب فتيامن منهم ستة وتشاءم منهم أربعة فأما الذين تشاءموا فلخم وجذام وغسان وعاملة، وأما الذين تيامنوا فالأزد والأشعريون وحمير وكندة ومذحج وأنمار، فقال رجل : يا رسول الله وما أنمار ؟ قال الذين منهم خثعم وبجيلة ) أخرجه الترمذي مع زيادة.
وقال حديث حسن غريب وسبأ هو ابن يشجب بن يعرب بن قحطان في مسكنهم أي بمأرب من أرض اليمن، آية أي دلالة على وحدانيتنا وقدرتنا ثم فسر الآية فقال تعالى ) جنتان ( أي بستانان ) عن يمين وشمال ( يعني عن يمين الوادي وشماله وقيل عن يمين من أتاهما وشماله وقيل كان لهم واد قد أحاطت بهم الجنتان ) كلوا ( أي قيل لهم كلوا ) من رزق ربكم ( أي من ثمار الجنتين قيل كانت المرأة تحمل مكتلها على رأسها وتمر بالجنتين فيمتلىء المكتل من أنواع الفواكه من غير أن تمس بيدها شيئاً ) واشكروا له ( أي على ما رزقكم من النعمة واعملوا بطاعته ) بلدة طيبة ( أي أرض مأرب، وهي سبأ بلدة طيبة فسيحة، ليست بسبخة وقيل : لم يكن يرى في بلدتهم بعوضة ولا ذباب ولا برغوث ولا حية، ولا عقرب وكان الرجل يمر ببلدتهم، وفي ثيابه القمل فيموت القمل من طيب الهواء ) ورب غفور ( قال وهب أي وربكم إن شكرتم على ما رزقكم رب غفور لمن شكره.
قوله عز وجل :( فأعرضوا ( قال وهب : أرسل الله إليهم ثلاثة عشر نبياً فدعوهم إلى الله تعالى وذكروهم بنعمه عليهم وأنذروهم عقابه فكذبوهم وقالوا ما نعرف الله علينا نعمة فقولوا لربكم فليحبس هذه النعمة عنا إن استطاع فذلك إعراضهم ) فأرسلنا عليهم سيل العرم ( العرم الذي لا يطاق قيل : كان ماء أحمر أرسله الله تعالى عليهم من حيث شاء وقيل : العرم السكر الذي يحبس الماء وقيل : العرم الوادي.
قال ابن عباس : ووهب وغيرهما، كان لهم سد بنته بلقيس وذلك أنهم كانوا يقتتلون على ماء واديهم، فأمرت بواديهم فسد بالصخر والقار بين الجبلين وجعلت لهم ثلاثة أبواب بعضها فوق بعض، وبنت دونه بركة ضخمة وجعلت فيها اثني عشر مخرجاً


الصفحة التالية
Icon