صفحة رقم ٢٩٤
كل ما رزق غيره من سلطان يرزق جنده أو سيد يرزق مملوكه أو رجل يرزق عياله فهو من رزق الله أجراه الله على أيدي هؤلاء وهو الرزاق الحقيقي الذي لا رازق سواه.
سبأ :( ٤٠ - ٤٩ ) ويوم يحشرهم جميعا...
" ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون فاليوم لا يملك بعضكم لبعض نفعا ولا ضرا ونقول للذين ظلموا ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قالوا ما هذا إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم وقالوا ما هذا إلا إفك مفترى وقال الذين كفروا للحق لما جاءهم إن هذا إلا سحر مبين وما آتيناهم من كتب يدرسونها وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير وكذب الذين من قبلهم وما بلغوا معشار ما آتيناهم فكذبوا رسلي فكيف كان نكير قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد قل ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجري إلا على الله وهو على كل شيء شهيد قل إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد " ( قوله تعالى :( ويوم نحشرهم جميعاً ( يعني هؤلاء الكفار ) ثم نقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون ( أي في الدنيا وهذا استفهام تقريع وتقرير للكفار فتتبرأ الملائكة منهم من ذلك وهو قوله تعالى ) قالوا سبحانك ( أي تنزيها لك ) أنت ولينا من دونهم ( أي نحن نتولاك ولا نتولاهم فبينوا بإثبات موالاة الله ومعاداة الكفار براءتهم من الرضا بعبادتهم لهم ) بل كانوا يعبدون الجن ( يعني الشياطين.
فان قلت قد عبدوا الملائكة فكيف وجه قوله بل كانوا يعبدون الجن.
قلت أراد أن الشياطين زينوا لهم عبادة الملائكة فأطاعوهم في ذلك فكانت طاعتهم للشياطين عبادة لهم وقيل صوروا لهم صوراً وقالوا لهم هذه صور الملائكة فاعبدها فعبدوها وقيل كانوا يدخلون في أجواف الأصنام فيعبدون بعبادتها ) أكثرهم بهم مؤمنون ( يعني مصدقون للشياطين قال الله تعالى ) فاليوم لا يملك بعضكم لبعض نفعاً ( أي شفاعة ) ولا ضراً ( أي بالعذاب يريد أنهم عاجزون ولا نفع عندهم ولا ضر ) ونقول للذين ظلموا ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قالوا ما هذا إلا رجل ( يعنون محمدا ( ﷺ ) ) يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم وقالوا ما هذا إلا إفك مفترى ( يعنون القرآن ) وقال الذين كفروا للحق لما جاءهم إن هذا إلا سحر مبين وما آتيناهم ( يعني هؤلاء المشركين ) من كتب يدرسونها ( أي يقرؤونها ) وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير ( أي لم يأت العرب قبلك نبي ولا أنزل إليهم كتاب ) وكذب الذين من قبلهم ( أي من الأمم السالفة رسلنا ) وما بلغوا ( يعني هؤلاء المشركين ) معشار ( أي عشر ) ما آتيناهم ( أي أعطينا الأمم الخالية من القوة والنعمة وطول الأعمار ) فكذبوا رسلي فكيف كان نكير ( أي إنكاري عليهم يحذر بذلك كفار هذه الأمة عذاب الأمم الماضية.
قوله عز وجل ) قل إنما أعظكم ( أي آمركم وأوصيكم ) بواحدة ( أي بخصلة واحدة ثم بين تلك


الصفحة التالية
Icon