صفحة رقم ٣٠٢
رجل للشعبي أفتني أيها العالم فقال الشعبي إنما العالم من خشي الله عز وجل وقال مقاتل أشد الناس خشية لله أعلمهم به، وقال الربيع بن أنس : من لم يخش الله فليس بعالم ) إن الله عزيز ( أي من ملكه ) غفور ( يعني لذنوب عباده وهو تعليل لوجوب الخشية لأنه المثيب المعاقب وإذا كان كذلك فهو أحق أن يخشى ويتقى.
قوله عز وجل ) إن الذين يتلون كتاب الله ( أي يداومون على قراءته ويعلمون ما فيه ويعملون به ) وأقاموا الصلاة ( أي ويقيمون الصلاة في أوقاتها ) وأنفقوا مما رزقناهم ( يعني في سبيل الله ) سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور ( يعني لن تفسد ولن تهلك والمراد من التجارة ما وعد الله من الثواب ) ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله ( قال ابن عباس سوى الثواب يعني مما لم تر عين ولم تسمع أذن ) إنه غفور شكور ( قال ابن عباس : يغفر العظيم من ذنوبهم ويشكر اليسير من أعمالهم ) والذي أوحينا إليك من الكتاب ( يعني القرآن ) هو الحق مصدقاً لما بين يديه ( يعني من الكتب ) إن الله بعباده لخبير بصير (.
قوله تعالى ) ثم أورثنا الكتاب ( يعني أوحينا إليك الكتاب وهو القرآن ثم أورثناه يعني حكمنا بتوريثه وقيل أورثناه بمعنى نورثه ) الذين اصطفينا من عبادنا ( قال ابن عباس يريد أمة محمد ( ﷺ )، لأن الله اصطفاهم على سائر الأمم واختصهم بكرامته بأن جعلهم أتباع سيد الرسل وخصهم بحمل أفضل الكتب ثم قسمهم ورتبهم فقال تعالى ) فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ( روي عن أسامة بن زيد قال قال رسول الله ( ﷺ ) ( كلهم من هذه الأمة ) ذكره البغوي بغير سند وعن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه