صفحة رقم ٣٠٣
وسلم قال في هذه الآية ( ) ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا، فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد، ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ( قال هؤلاء كلهم بمنزلة واحدة وكلهم في الجنة ) أخرجه الترمذي.
وقال حديث حسن غريب.
وعن عمر بن الخطاب أنه قرأ هذه الآية على المنبر ) ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ( فقال قال رسول الله ( ﷺ ) :( سابقنا سابق ومقتصدنا ناج وظالمنا مغفور له ) قال أبو قلابة أحد رواته فحدثت به يحيى بن معين فجعل يتعجب منه أخرجه البغوي بسنده وروي بسنده عن ثابت ( أن رجلاً دخل المسجد فقال اللهم ارحم غربتي وآنس وحشتي وسق إلي جليساً صالحاً فقال أبو الدرداء لئن كنت صادقاً لأنا أسعد بك منك سمعت رسول الله ( ﷺ ) قرأ هذه الآية ) ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ( قال أما السابق بالخيرات فيدخل الجنة بغير حساب وأما المقتصد فيحاسب حساباً يسيراً وأما ظالم لنفسه فيحبس في المقام حتى يدخله الهم ثم يدخل الجنة ثم قرأ هذه الآية ) الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور ( وقال عقبة بن صهبان : سألت عائشة عن قول الله عز وجل ) ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ( الآية.
فقالت : يا بني كلهم في الجنة أما السابق فمن مضى على عهد رسول الله ( ﷺ ) وشهد له رسول الله ( ﷺ ) بالجنة وأما المقتصد فمن تبع أثره من أصحابه حتى لحق به، وأما الظالم لنفسه فمثلي ومثلكم، فجعلت نفسها معنا ( وقال ابن عباس السابق المؤمن المخلص والمقتصد المرائي والظالم الكافر، نعمة الله غير الجاحد لها لأنه حكم للثلاثة بدخول الجنة فقال ) جنات عدن يدخلونها ( " وقيل الظالم هم أصحاب المشأمة والمقتصد أصحاب الميمنة، والسابق هم السابقون المقربون من الناس كلهم وقيل : السابق من رجحت حسناته على سيئاته، والمقتصد من استوت سيئاته وحسناته والظالم من رجحت سيئاته على حسناته وقيل الظالم من كان ظاهرة خيراً من باطنه والمقتصد الذي استوى ظاهره وباطنه والسابق الذي باطنه خير من ظاهره وقيل الظالم التالي للقرآن ولم يعمل به والمقتصد التالي له العامل به والسابق القارىء له العالم به العامل بما فيه وقيل الظالم أصحاب الكبائر والمقتصد أصحاب الصغائر والسابق الذي لم يرتكب صغيرة ولا كبيرة وقيل الظالم الجاهل، والمقتصد المتعلم والسابق العالم.
فان قلت لم قدم الظالم ثم المقتصد ثم السابق.
قلت : قال جعفر الصادق بدأ بالظالمين إخباراً بأنه لا يتقرب